للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه.

يمضي عام وعام، والمسلمون يحتفلون بالهجرة- وغير الهجرة- من المناسبات الإسلامية «١» .

[* مناسبات ذات دلالة:]

إنه ليس معرضا خطابيا يتبارى فيه الخطباء، وليس حلبة يتجارى ويتباهى المتكلمون فيها، إنه موقف مسؤولية كبرى، موقف لا يصحّ معه بالمتكلم والسامع، على السواء، وعلى الجميع- أن يكون مقصّرا.

والمرجو أن يكون لهذا الحضور مدلول، واهتمام، ونية مكرورة مذكورة؛ للأخذ بتعاليم الإسلام، نحتفل ونأمل في مستقبل كريم، ولا بدّ أن نسعى بجدّ وصدق كيلا تتحول جهودنا إلى احتفالات، وكفى بذلك هدفا.

وإن الهجرة وأمثالها مدعاة للتأمل والعمل، أن تعود سيرة تلك الوجوه الجميلة، والأيدي المتوضئة، والقلوب المتنوّرة، والأذرع الممتدة، والصدور المحتضنة للخير تفتديه، وتقبّله بلذة، وتعانقه بنشوة، وتحمله بفرح شديد.

امتلأت حياة المسلمين من المهاجرين والأنصار- أهل الهجرة وأهل النّصرة- بالأمثلة على ذلك، طيلة حياتهم الإسلامية. وقد مرت بنا قصة


(١) ألقيت بمناسبة الهجرة النبوية الشريفة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، في مكانين (كليات البنين وكليات البنات) بصيغتين- إجمالا- بتاريخ (١٨/ ١١/ ١٩٨٠ و ١٩/ ١١/ ١٩٨٠) . ثم جرى دمج الصيغتين هنا، كما جرى تحسينهما، واستكمالهما، وإضافة الحواشي والعناوين الجانبية، وتوثيق النصوص، وذكر مصادرها.

<<  <   >  >>