للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأمة المسلمة في أيامنا بأشد الحاجة أن تقف في ظلال هذه السيرة الشريفة، تستلهم معانيها، وتتفهم مضامينها، وتستروح نسمات الخير في جوّها، كما تتنسّم عبيرها الفيّاح.

[* واجب العناية بالسيرة:]

والعناية بالسيرة الشريفة ودراستها ومعرفتها مهمة جميع المسلمين، لا سيما من لهم إمكانية العناية بها بأي شكل، تأليفا وإخراجا. ولا بدّ أن تكون هذه العناية- وعلى هذا المنوال- أساسية، لكل أنواع الدارسين.

ومن المهم إنشاء مركز أو مؤسسة لهذا الأمر، وحبذا لو استنبتت بعض الجامعات- جادة مهتمة مخلصة- رغبة وهمّة، في إقامة مثل هذا المركز للسيرة النبوية الشريفة، بل وإفراد كرسي فيها يتولّى شؤونها، ويقوم على خدمتها. ومن الغريب ألا تفعل ولا واحدة أي شيء منه، وقد تهيأت كل الأسباب، وبأنواعها كافة.

ولا بدّ أن يواكب هذا الأمر ضرورة، نشر وطبع ودراسة المصادر الأمهات، لتكون أساس النهضة الإسلامية قائمة على العلم والمعرفة الحقة، وتصبح ركنها الركين، وموئلها الهانئ الأمين.

أما تفاهات المستشرقين وربائبهم، فموطنها المهملات المحروقة الممزوقة، وليس بالضروري القصد رميها بأوراقها التي كتبت عليها، ولكن رميها ورفضها بزحف الحق المقام على الدراية والرواية، وإظهار بطلانها أمام انبلاج الحق الواضح (الحق أبلج والباطل لجلج) .

ولقد آن لهؤلاء وأسيادهم أن يقرؤوا ما أنتجته وتكتبه الأقلام الخيّرة، لعلهم يفيقون ويؤمنون. وإن تفاهات المنهجية الغربية والشرقية في هذا المجال، وكلها- شرقية وغربية- شرقية، من الصّراعات والحتميات والمراحل والمجاهل، يفرضون ظلمة الجهل والجهالة على نور الإيمان،

<<  <   >  >>