للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكريم فيقرئهم العشر آيات فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فيعلمنا القرآن والعمل به جميعا «١» .

* تذوّق الصحابة نعمة الوحي، وافتقادها لدى انقطاعها:

والصحابة الكرام بجانب حيازتهم للصحبة وتشرفهم بها، كان ذلك ممدودا ومواكبا وحيويا، لنزول القرآن الكريم وترادف الوحي الذي به كانت تلك النعمة وكل النعم الآخرى، يرونه ويعيشونه ويحيون به. وكان كل ذلك فعالا في حياتهم عاملا في بنائهم فاصلا في مهماتهم، جمعوا به كل المفاخر وأقاموا كل العمائر وحازوا كل الماثر، بحيث إنه يوم توفي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم منتقلا إلى الرفيق الأعلى، أحس المسلمون بفقدان ما تمتعوا به في تلك المدة التي قضوها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعرفوا مذاقها ووجدوا حلاوتها، فافتقدوا الوحي بانتقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى الرفيق الأعلى.

فلقد ذهب أبو بكر وعمر- رضي الله عنهما- إلى أم أيمن «٢» يزورونها،


بكتاب الله مني، ولو أعلم أحدا تبلّغنيه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته) . وورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من أحبّ أن يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن أم عبد» . وقد عاش عمره يعلّم القرآن الكريم وأمور الإسلام للناس في أكثر من مكان لا سيما في الكوفة. ثم عاد إلى المدينة المنورة حيث توفي فيها (٣٢ هـ) ، ودفن بالبقيع رضي الله عنه وأرضاه. انظر: الإصابة، (٢/ ٣٦٨) ، رقم (٤٩٥٤) . الاستيعاب، (٣/ ٩٨٧، ٩٩٤) ، رقم (١٦٥٩) . الوافي بالوفيات، (١٧/ ٦٠٤) ، رقم (٥١٥) . الأعلام، (٤/ ١٣٧) . سيرة ابن هشام، (١/ ٣٣٦) . شرح الخشني، (١/ ٣٨٨) .
(١) انظر: تفسير القرطبي، (١/ ٣٩) . التفسير، (٤/ ٢٢٥٣) . حياة الصحابة، (٣/ ١٧٦) .
(٢) أم أيمن (بركة) حاضنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وكان يقول عنها: «أم أيمن أمي بعد أمي» . شهدت أحدا وخيبر مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكانت تسقي الماء وتداوي الجرحى. الإصابة، (٤/ ٤٣٢) ، رقم (١١٤٥) . سير أعلام النبلاء، (٢/ ٢٢٣) . الوافي بالوفيات، (١٠/ ١١٨) ، رقم (٤٥٧٥) . أسد الغابة، (٧/ ٣٠٣) . الاستيعاب، (٤/ ١٧٩٣) ، رقم (٣٢٥٢) . زاد المعاد، (١/ ٨٣) .

<<  <   >  >>