فتحملها دعوة وسلوكا ورحمة تمضي بها إلى الآخرين، تقدّمها نقية حيّة إلى أهل الأرض أجمعين وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ [الأنبياء:
١٠٧] .
* السيرة النبوية مشاهد عملية ومواقف حيّة:
والسيرة النبوية الشريفة- مقتداة في كل الأحوال والتعامل، ومع كل الظروف والقضايا والأوضاع والألوان- قيادة وجندية، حاكما ومحكوما، فردا وأسرة، مجتمعا ودولة، بكل مهامها الداخلية والخارجية والبناء الاجتماعي للحال والاستقبال. فكانت السيرة النبوية الشريفة هي الصورة والمشاهد والمقاصد والمراصد والمواقف، أقامتها تعاليم الإسلام في القرآن الكريم والسّنّة المطهرة.
والسيرة النبوية الشريفة رسم للإسلام، بأحلى الألوان، وأندى الأنغام، سمتا عمليا قام على البناء الإنساني المثال، المتعدد الجوانب والشامل لمكوناته، ليثمر سيرة وسلوكا، حسبما أراده الله تعالى في قرآنه الكريم، وبينته السّنّة النبوية المطهرة. أوحى الله تعالى الى رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلم هذا القرآن العظيم بنصّه ومعناه؛ حرفا حرفا، وكلمة كلمة، وآية آية، وسورة سورة.
كلها كاملة صحيحة، وحقيقة مجتمعة، وصدق وحق مبين. وثم بما أوحاه الله تعالى إليه من سنّة وتوجيه وتصويب وتسديد في السيرة، وتشريع ودعوة إليه.