بثماره وبعوامل متدفقة من الإيمان والمحبة والعاطفة، وهي بحاجة إلى امتلاء لزاما ودواما، في كل حال.
[* بين العلم والعمل:]
ومثل هذا اللقاء يجدّد تحريك المعرفة؛ لتكون عاملة بما توفر من علم، يكفي ليكون صاحبها عاملا، والمسلم يزداد علما، ويكون بالعمل له الأجر، ويتحقق القصد.
فسعي المسلم إلى الصلاة بالمسجد يكسبه الأجر؛ للمعاني المتنوعة في ذلك، غير مقتصرة على علم. وكثرة منا اليوم بحاجة إلى العمل أكثر منه إلى العلم، وما لديه من علم يكفيه لعمل أكثر، فالعلم حجة علينا، وهو دليلنا، يقودنا إلى الأخذ بالإسلام، وليس من فائدة إن لم يكن هذا من ثماره.
فلا بد من علم يقود إلى الله في كل أمر، ويوجّه إليه في كل حال، ولاء واهتداء، في الغيب والشهادة والذكر والعبادة والتفكير والتعبير والسعي والجهاد والعلم والاجتهاد.
[* الجيل المسلم والسيرة:]
وهكذا كان الجيل المسلم؛ الذي أقام الحياة الإسلامية على أرض الله، وهو أمر مطالب به المسلمون في كل زمان ومكان، وإلا فهم مقصّرون، وذلك واضح في سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم، في الهجرة وغير الهجرة، حيث ارتبطت كلها بخيط واحد، مبدؤه ومنتهاه وما بينهما، متصل بالله وشرعه المنير.
والسيرة الشريفة مستودع، أودعها الله حقيقة الإسلام، وصورة شريعته، وسر هذا الدين، يجد الناس فيها سيرة الإنسان المثال والصورة الكمال؛ لكل الأمم والأجيال، للقائد والجندي وللرجال والنساء والأطفال، والشيوخ والشباب، في السلم والحرب، والفرد والأسرة، والمجتمع والدولة، في الهجرة والنصرة. والمرأة المسلمة مكانها معروف.