للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* مدى عناية الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالصحابة:

هكذا كانت عناية الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم بهؤلاء الصحابة الكرام، به يقتدون، وإليه يهرعون وعنده يجدون التوجيه، فترتاح قلوبهم، وتسكن نفوسهم، وتقرّ عيونهم. يجدون عنده الاستجابة والعناية والحنو الغامر، فينطلقون إلى الحياة عاملين أقوياء. بل إن العناية النبوية كانت تفوق كل تصور، حتى العناية بالأسماء- إذا كانت- يغيّر الجاهلية منها إلى الصيغ الإسلامية، كما رأينا آنفا بالنسبة لعبد عمرو الأصم، وسبق عند عبد الله ذي البجادين حين كان اسمه عبد العزى فغيره صلّى الله عليه وسلم. وهذه كثيرة جدا. بل إنه صلّى الله عليه وسلم كان نفسه يتفقدهم ويسألهم عما يشغلهم، ويعرض عليهم ما يقربهم ويراه مهما لهم، وما عليهم أن يكون لهم.


(١٠٥٩) . كذلك المصادر المذكورة في الحاشية السابقة. والوفد المذكور- وسيدهم معاوية البكائي- أقام أياما في المدينة المنورة في ضيافة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم عادوا موفورين. فكانت بركات مسحة النبي صلّى الله عليه وسلّم أن السّنة (القحط) تصيب بني البكاء، ولا تصيب آل معاوية. الإصابة، (١/ ٧٥٣) ، رقم (٢١٢) . أما عبد عمرو الأصم فقد سماه الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم عبد الرحمن «وكتب له بمائه الذي أسلم عليه بذي القصّة (موضع قرب المدينة) . وكان عبد الرحمن من أصحاب الظّلة يعني الصّفة صفة المسجد» . طبقات ابن سعد، (١/ ٣٠٥) . سبل الهدى، (٦/ ٤٢٧) . الإصابة، (٢/ ٣٦٢) ، رقم (٤٩١٤) . «أعنز» : جمع عنز، وهي الأنثى من المعز، والظباء (ظبي غزال) . وذكر أن عدد هذه الأعنز كان سبعا. الاستيعاب، (١٤١٣) ، رقم (٢٤٣٠) . «عفر» : جمع عفراء، وهي البيضاء. «ثواجل» : عظيمات البطون (من اللبن) . وهي جمع مفردها: ثجلاء، وليس نواجل (كما ورد عند بعضهم) . سبل الهدى، (٦/ ٤٢٦) . طبقات ابن سعد، (١/ ٣٠٤) . سيرة ابن كثير، (٤/ ١٧٥) . فإن نواجل جمع مفردها نجلاء: الواسعة. «اللّجبات» : القليلات اللبن، وهي جمع مفردها لجبة، وهي الشاة قلّ لبنها. والمعنى: أن هذه الأعنز لسن قليلات اللبن، بل هن عظيمات البطون ممتلآت باللبن (الحليب) . «رفد» (رقد) القدح الضحم. «الغدوات» : جمع مفردها: الغداة (الغدوة) : وهي ما بين الفجر وطلوع الشمس.

<<  <   >  >>