للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو أمر واضح من بداية الدعوة الإسلامية.

دع عنك ما قاله الأعداء تشويها ... هي الدعاية فلتسقط مباديها

لا يقدرون على شيء بما كسبوا ... غير المكائد في أقصى معانيها

والحق يقذف نارا فوق باطلهم ... فيدفع الله أهواء ويوهيها

فمن تكن كلمات الله حجّته ... فلن يخاف من الدّنيا وما فيها

فالإسلام ارتفع بالإنسانية، همة وخلقا وفكرا ومسلكا، في أي من الميادين، وأي من المضامين، وفي أي حقل للعاملين.

[* الإسلام ارتقاء وشموخ:]

وانظر إلى من شئت من الصحابة الكرام تجد حياتهم وتصرفاتهم ومواقفهم معبرة عن ذلك ومؤشرة ومفسرة. كل حياتهم مواقف كريمة، وكل مواقفهم بارّة حميمة جسيمة. أناروا الحياة، وتنوّرت بهم، وجعلوها حلوة خضرة نضرة. بنوها وعمروها وحضّروها، حتى كانت بدمائهم، يبذله مقبلا مختارا، ويصرّ على ذلك إصرارا.

فهذا سالم «١» - مولى أبي حذيفة «٢» - الذي استشهد مع أبي حذيفة في معركة اليمامة (١٢ هـ) (لما انكشف المسلمون يوم اليمامة، قال سالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم. فحفر لنفسه حفرة، فقام فيها، ومعه راية المهاجرين يومئذ، ثم قاتل حتى قتل. وقيل: إن


بامرأة كان يتحدث إليها، فقالت له: هلمّ إلى الحديث، فقال: لا، ثم أنشد (سيرة ابن هشام، ٣/ ٤١٧) :
قالت هلمّ إلى الحديث فقلت لا ... يأبى عليك الله والإسلام
لو ما رأيت محمدا وقبيله ... بالفتح يوم تكسّر الأصنام
لرأيت دين الله أضحى بيننا ... والشرك يغشى وجهه الإظلام
(١) انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (١/ ١٦٧) .
(٢) انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (١/ ١٦٤) .

<<  <   >  >>