للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرياح أو هشيما تأكله النار فيصبح المحذور منظورا، حين لا ينفع الندم والادعاء التبريري، من عدم الوعي المفتعل. عندها يكتبون عن عودة الوعي واللاوعي ويرون أنفسهم صغارا بعد أن خدعوها، وحتى لو عاقبوها حقيقة، إن كانوا صادقين.

ولكن تلك سنّة الله التي تجنبوها وعقّوها، بفجاجة وغرور صبياني.

أعرضوا عن سنن الله في الأنفس والآفاق والوجود، جهلوها وتجاهلوها واستجهلوها. وما يصيبهم- حاضرا ومستقبلا، مثلما حدث ماضيا ودوما- هو بعض آثار وموجبات ومعطيات سنن الله تعالى في عقاب المكاذبين، كما سنراه في مصارع الغابرين، حين الحديث عنها، يوم ضحكت عليهم شياطين الإنس والجن.

وعلى أي من هذه الاعتبارات والمهمات والمفهومات، فلا منجاة ولا حق ولا استقامة إلا بهذا الدين. نهر زلال موفور ومتوفر لكل أحد، وللإنسان أنزله الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم، فليغترف منه من يشاء ما شاء كيف يشاء، وبشرطه وحدوده ومقتضياته وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [يوسف: ٢١] .

وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠٩) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠) لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [يوسف: ١٠٩- ١١١] .

[* الترقي الإيماني والإقبال على دخول الإسلام:]

لقد غدا مجتمع الصحابة كلّه هكذا يترقى كل يوم في سلّم الإيمان، متقدما نحو قممه التي لا تدرك إلا بهذا الدين. وهذا المجتمع غدا كله ماثر

<<  <   >  >>