للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهول في دربي وفي هدفي ... وأظل أمضي غير مضطرب

ما كنت من نفسي على خور ... أو كنت من ربي على ريب

ما في المنايا ما أحاذره ... الله ملء القصد والأرب «١»

ولا بدّ للأمل من عمل، يتجه به المسلم إلى الله تعالى العزيز الكريم، وإن المسلم لا يستمدّ أمله مما حوله كثرة وقلة، وإنما يستمدّ ذلك من الإيمان بالله سبحانه، مصدر القوى ومنزل النصر من خلال التمسّك بحقيقة هذا الدين. كما يستمدها مما أودع الله جل جلاله فيما أنزله من منهج كريم وعظيم، وهذه هي بكل وضوح حقيقة هذا الدين. وكذلك من الاقتداء بسيّد الأنبياء، وإمام المرسلين محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم وعليهم جميعا، وبعد ذلك السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.

المسلم قويّ بهذا الدين:

وكان هذا هو الأمل بنصر الله، وعليه يقوم، وبه يحيا شعور المسلمين، يوم كانوا قلّة مطاردة مضطهدة. مثلما كانوا يوم قامت دولتهم، دولة الإسلام. وحتى يوم قامت لم تكن تملك شيئا في مادياتها، وغير مادياتها، بجانب الدول الآخرى وإمكانياتها. وكان الحديث في غير دولة القرآن، عن مقارعة تلك الدول، أشدّ إيغالا من الخرافة المغرقة.

فأقبلوا على دين الله لا يخافون على شيء، ولا يخشون من شيء، وآجالهم وأرزاقهم وحياتهم بيد الله، وقد جاء في معنى الحديث الشريف:

«إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب» «٢» .

وكذا زيّنوا حياتهم بدين الله، وأعدّوا أنفسهم ليوم لقائه في الآخرة،


(١) هذه الأبيات الثلاثة من قصيدة للشاعر المسلم الكريم عمر بهاء الأميري.
(٢) التمهيد، ابن عبد البر (١/ ٢٨٤) .

<<  <   >  >>