للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهجرة قائمة ودائمة أحمد الله إليكم، وأصلّي، وأسلم على رسوله الأمين وآله وصحبه والتابعين كلهم أجمعين إلى يوم الدين «١» .

[* مناسبات وأحفال:]

إنه لنشوة ومسرة، أن يلتئم هذا الجمع ليستمع، أو يكتب أحد ليقرأ الآخرون، وينتظم مجلس يتداول بكل مناسبة إسلامية، وقضية ذات علاقة بهذا الدين. وجميل كذلك أن يحتفل المسلمون بمناسبة عالية المكانة، كريمة الموضع، لا بدّ أن تكون فيها- وفي أمثالها- من الرعاية الحقة، ما تفوق أية مناسبة احتفال أو استقبال.

يرى المتكلم- في هذه الاحتفالات- وجوها مشرقة بالخير، آملة بالنصر، طافحة بالبشر. والسّنّة يتعطّر حديثها بنفح كريم، يخاطبها، ويكتب لها، ويحادثها، ويتعاهد على خدمة هذا الدين. فهو لقاء شوق وحديث حب ودود، مهما تباين الأسلوب.

وحتى ولو لم تجدوا في حضوركم واستماعكم والقراءة، زيادة علم أو معرفة، فلا يجعلكم ذلك تندمون عليه، فلا تثريب كبير. وللإنسان منافذ وأوعية كثيرة، منها وعاء العلم. لكن هناك أوعية أخرى تمتلئ وتشحن


(١) ألقيت بمناسبة الهجرة النبوية الشريفة يوم الجمعة (٢٦/ ١٢/ ١٣٩٩ هـ ١٦/ ١١/ ١٩٧٩ م) ، في الإمارات، أربع مرات- تكررت- بعد المرة الأولى، في جامعة الإمارات في أكثر من جهة ومكان، بنفس العنوان وبصيغ متنوعة، وجمعت وأدمجت في هذا المبحث الحالي، بعد التنقيح والتحسين والزيادات، أما الحواشي والعناوين الفرعية فكلها زيادات جديدة مضافة، يتقدم هذا الكلام قبل أكثر من ثماني عشرة سنة، وفضلت إبقاءه على حاله، لمناسبته وجوّه ووضعه.

<<  <   >  >>