للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو جندل من المسلمين الأوائل. وأبو سهيل بن عمرو، الذي كان خطيب قريش وفصيحهم ومن أشرافهم، أسلم فيما بعد، يوم فتح مكة (٨ هـ) «١» ، واستشهد يوم اليرموك (١٥ هـ) «٢» . وكان رئيس وفد مفاوضي قريش في صلح الحديبية، في ذي قعدة السنة السادسة للهجرة «٣» . وسهلة- كما سبق ذكره- أخت أبي جندل بنت سهيل بن عمرو كذلك، وهي زوجة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة «٤» ، وأخوها عبد الله بن سهيل بن عمرو، من فضلاء الصحابة، أسلم قديما في مكة وهاجر إلى الحبشة واضطرّ أن يكتم إسلامه، وخرج إلى بدر مع المشركين، فانحاز إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم «٥» .

وهذه الظاهرة- إسلام أفراد من أسرة عرفت بعداوتها للإسلام- تشمل النساء كذلك، رغم صعوبة ذلك على المرأة. فأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط التي أسلمت بمكة قديما، وقد صلّت القبلتين وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم «٦» . وهاجرت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عام الحديبية، وسارت من مكة إلى المدينة ماشية (نحو ٥٠٠ كم) ، فسار أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة خلفها ليردّاها، فمنعها الله تعالى منهما. وكانت كل أسرتها تحارب الإسلام أقسى الحرب، ولا سيما أبوها كان من أكبر أعداء الإسلام طوال العهد المكي، فاذى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أشد الإيذاء، وخرج في بدر مع المشركين يحارب الله ويحارب رسوله وقتل فيها في (١٧) رمضان السنة الثانية للهجرة الشريفة «٧» .

وهذه أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان، أم المؤمنين، المهاجرة إلى الحبشة، زوج رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ورضي الله عنها، أسلمت قديما بمكة


(١) أسد الغابة، (٦/ ٥٤) .
(٢) سير أعلام النبلاء، (١/ ١٩٤) .
(٣) زاد المعاد، (٣/ ٢٨٦- ٣١٥) . سيرة ابن هشام، (٣/ ٣٠٨) وبعدها.
(٤) سبل الهدى، (٥/ ٥٧) وبعدها، (١٤٨) .
(٥) أسد الغابة، (١/ ٢٧١) . سير أعلام النبلاء، (٢/ ٢٧٦) .
(٦) أسد الغابة، (٧/ ٣٨٦) . سير أعلام النبلاء، (٢/ ٢٧٦) .
(٧) سيرة ابن هشام، (١/ ٧٠٨) .

<<  <   >  >>