للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اهتمام الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم المتسع بأمور الصحابة الكرام- رضوان الله عليهم- والسعي لإدراكها وتذكيرهم بها والعمل على إنجازها، بهذا الشكل المتعاون، بقيادته ورعايته صلّى الله عليه وسلم، بل ومشاركته، رغم حالة الزهادة وقلة ما عنده من الزاد في بيته، وكرمه به، ووضوح حاجته الشديدة وأهله إليه.

سرعة استجابة أهل البنت لأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفرحهم بذلك واعتبارهم له بركة ونعمة وكرم، ساقه الله إليهم على يد النبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم الحبيب الأثير صلى الله عليه وسلّم ففرحوا به شاكرين ملبين متعجلين، مما جعلهم ليس فقط لا يسألونه عن شيء، بل هم يقدمون- ما ليس عليهم- الهدية على ذلك.

أضف إلى ذلك: سرعة الاستجابة من الجميع وتعجل التنفيذ، مما يجعل أي مشكلة تحل- في هذا المجتمع- دون تأخير أو تقصير ولا تبرير، وكل ذلك يجري في الأمور المهمة.

وهناك حقوق لا تسقط، ولها موقعها الاجتماعي، والنّفس الإنساني والجمال الحياتي، تلك التي يهتم بها الإسلام ويدعو إليها ويثبتها حقوقا في الحياة؛ لما تحمله من معان كريمة وأثر في المجتمع والحياة، وإن كانت خفية أو خفيفة رديفة، لكنها مؤثرة فوارة دوارة، أخرجها وأنضجها وأدرجها، فلا يدعها تهمل تحت أي مبرر أو حجة أو حال، وعلى قدر الاستطاعة، تعبيرا عن الاهتمام ودليلا على الفرح وأداء لحقوق، وبإمكانياته ومكنتها وحدودها، ودون مغالاة، حتى مع توفر ملبّياتها ومغنياتها ومتطلباتها، تجري بسمته وتدور مع شرعه وتحيا بصبغته. تلك هي الفرحة بهذه المناسبة أن تكون سعيدة ومجيدة وحميدة: الزواج وتقديم مستلزماته وأداء حق الزوجة والإعلان عن الفرحة، تعريفا بها وارتفاعا بقدرها وتكريما لمعانيها في تكريم الزوجة، شريكة ورفيقة درب.

وقد تكون هناك أمور أخرى في هذه القصة التي جرت في ظل هذا الدين الذي ربى هؤلاء النفر المثال بيد رسول الله الكريم صلّى الله عليه وسلم. فكانت هذه الرعاية التي أظهرت عمليا تعاليم الإسلام والحرص على ممارستها في الواقع

<<  <   >  >>