والعدوان، مجتمعون على الباطل والكفر، تجبرا وتكبرا وتطاولا إلى حد التأله في مواجهة دعوة الله تعالى التي بعث بها موسى وأخوه هارون عليهما السلام.
فرعون:(مصري قبطي) ، وهو حاكم مصر الطاغي المستبد المتأله.
ويمثل بوضوح سلطان الحكم المتجبر الذي يحارب الله ودعوته وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (٣٨) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ [القصص: ٣٨- ٤٠] .
هامان:(مصري قبطي) ، وهو- على ما يبدو- كبير وزراء فرعون ووزير مكائده ومعاونه في حربه لدعوة الله تعالى. وقد أوكل فرعون إليه أمورا كثيرة، ويبدو منها العسكرية وأمور الهندسة المعمارية. وهو يمثل سلطان المنصب والعلم وربما المال وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ [القصص: ٦] ، إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ [القصص: ٨] . ولعل هامان كان على علم بهندسة البناء أو يتولى الإشراف عليها وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ [غافر: ٣٦] .
قارون: أما قارون فهو ليس مصريا وليس من قوم فرعون أو هامان، وإنما من قوم موسى ومن أعوان فرعون. وهو يمثل سلطة المال والعلم وتسلطهما وسطوتهما بالباطل لمحاربة الحقّ، الذي يريده الله تعالى والذي بعث به موسى وأخاه هارون عليهما السلام، ودعوته وأتباعه إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص: ٧٦]«١» .
(١) «المفاتح» : تعني الخزائن والكنوز نفسها، وهي طبعا غير المفاتيح، وهي العدد التي