(١) كان عثمان بن عفان رضي الله عنه أول المهاجرين إلى الحبشة، ومعه امرأته رقية- رضي الله عنها- بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وهي الهجرة الأولى إلى الحبشة، وأول هجرة في الإسلام، في رجب السنة الخامسة للبعثة النبوية الشريفة. وعادوا إلى مكة مع المهاجرين الآخرين جميعا في شوال منها (سيرة ابن هشام، ١/ ٣٤٤ الخشني، ١/ ٣٩٧. البداية والنهاية ٣/ ٦٦. حياة الصحابة، ١/ ٣٤٦) . وربما لم يعودوا جميعا (إمتاع الأسماع، ١/ ٢١) . ثم كانت الهجرة الثانية التي ذهب فيها بعض من هاجر الأولى (فرجع من رجع منهم، ومكث آخرون بمكة، وخرج آخرون من المسلمين إلى أرض الحبشة، وهي الهجرة الثانية) . البداية والنهاية (٣/ ٦٧) . والظاهر: أن عثمان وزوجته رقية رضي الله عنهما لم يكونا فيها، وهذا غير واضح عند ابن إسحاق، ولا من المصادر التي توفرت لي. ويفهم- من ابن إسحاق- أن عثمان وزوجته رضي الله عنهما هاجرا الهجرة الثانية، ولكن لا يبدو ذلك راجحا. بل إن ابن إسحاق يتناول موضوع الهجرة إلى الحبشة على أنها هجرة واحدة، تتابع المسلمون إليها على مجموعتين منفصلتين. (٢) هذا الحديث الشريف نقلته من أحد المصادر، لكني لم أجده في المتوفّر لي حاليا. وعن موضوع الهجرة ومعانيها وأمثلة منها انظر: باب الهجرة (والنصرة) في كتاب: حياة الصحابة (١/ ٣٣٥- ٣٧٣) . (٣) كانت هجرة الطائف في السنة العاشرة للبعثة النبوية الشريفة، بعد انتهاء المقاطعة وموت أبي طالب، وبعده بأيام قليلة موت خديجة- رضي الله عنها- (سيرة ابن هشام، ١/ ٤١٦. البداية والنهاية، ٣/ ١٢٢، ١٢٧. الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ١٠٥) . وقبل الإسراء والمعراج (البداية والنهاية، ٣/ ١٠٨) . ذهب صلّى الله عليه وسلّم أو هاجر إلى الطائف، بصحبة زيد بن حارثة رضي الله عنه. وبقي فيها عشرة أيام يدعو الناس إلى دين الإسلام، فلم يؤمن منهم أحد، ولم يلق من أهلها غير الصدّ والكيد، ورموه صلّى الله عليه وسلم