في كل شأن, وحسن المعاملة وتثبيت الفضائل, والتنفير عن الرذائل, والأحكام الصالحة لكل زمان ومكان، والتكافل الاجتماعي الحقيقي, والمساواة بين الناس.
فلم يخلُ أي جانب من جوانب الأعمال القلبية والحسّية من وقوف الإسلام عنده, وبيانه بصورة واضحة ترغيبًا وترهيبًا.
تجد فيه التنفير عن الرياء والغلظة والحسد والنفاق والكبر وسوء الظن والكذب والبهتان والغيبة والنميمة وشهادة الزور والغش وقذف المحصنات الغافلات وظلم النفس وظلم الآخرين وعدم الرفق بالإنسان أو الحيوان, وتحريم غمط الناس وإخلاف الوعد.... إلى آخر الصفات, فتنشأ في النفس المراقبة الذاتية لله تعالى, التي ينتج عنها الإخلاص الذي هو مصدر كل خير, وينتج عنها الخوف من الله تعالى، بينما هذه الصفات مفقودة في العلمانية، وفاقد الشيء لا يعطيه.
ولهذا نجد أن الجرائم في العالم العلماني منتشرة بشكل مخيف, دون أن تجد لها الأحكام الرادعة في غياب الخوف من الله تعالى وعدم مراقبته، فلا تجد فيها الدعوة إلى التواصل والتراحم والعطف على الضعفاء والمساكين وصلة الرحم وحسن الجوار, والمعاملة بالتي هي أحسن، كما يظهر فيه النقص الواضح في قضايا المعاملات, سواء كانت في البيوع أو النواحي الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية, وسائر المعاملات، فلا يوجد ذلك الإحساس الطيب بين الفرد ونفسه, وبينه وبين قرابته، وبينه وبين سائر المجتمع، وعلى هذا