ومن الجدير بالذكر أن جمعية الاتحاد والترقي - أو تركيا الفتاة- ليسوا أتراكًا حقيقيين, ولا هم مسلمين أيضًا, وإنما وفدوا من عدَّة أقطار متظاهرين بالإسلام -وهم يهود في جملتهم- كما يذكر الباحثون تظاهروا بالتباكي والحنين إلى القومية الطورانية لجمع الأتراك كلهم عليها. وقد علمت مما سبق أن اليهود قد عملوا على إثارة كل القوميات, وضرب بعضها بالبعض الآخر, فإنهم حينما أنشأوا حركة الطورانيين كان عليهم أن يثيروا الحركة العربية والاعتزا بها في مقابل اعتزاز الأتراك بقومياتهم القديمة, وأخذت تلك الحركات تشتعل, لا تلوي على شيء في الوقت الذي نسي فيه الجميع الرجوع إلى الحق والدين, واشتطَّ الأتراك وبدؤا في التعصب وإجبار الناس على اعتناق اللغة التركية وإحلالها محل كل لغة, وهم يعرفون أن النتيجة ستكون فوضى وحمية جاهلية, وهو ما حصل بالفعل؛ حيث استطاع اليهود أن يثيروا حميَّة العرب لعربيتهم لجعلها مصدر إلهمامهم بدلًا عن الإسلام والاعتزاز به؛ ليبقى الكاسب الوحيد لهذا التمزُّق والتفاخُر الأجوف هم اليهود, ولا شكَّ أن النصارى سينالهم نصيبهم من هذه المكاسب أيضًا, فالكل عدو للمسلمين وللإسلام وتعاليمه, وهو ما حصل بالفعل, ولقد عرف العالم ويلات الحروب التي وقعت بين العرب والأتراك, وتدخلات الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا العدو اللدود للمسلمين قديمًا وحديثًا.
ب- النصارى:
لقد قام النصارى على مختلف عقائدهم واتجاهاتهم بالمؤمرات المستمرّة لتمزيق وحدة المسلمين وإبعادهم عن دينهم بكل ما يستطيعون من جدٍّ واجتهاد