للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد زاد انبهار المسلمين بما عند الغرب، فقد أصبح التغريب من الأدلة القوية على التمدُّن والتحضُّر، وأن تلك العلمانية الملحدة هي التي أوصلت أوربا إلى صنع الطائرة والصاروخ، وغير ذلك من الدعايات التي أجاد حبكها العلمانيون وأفراخهم في البلدان الإسلامية, الذين يصورون العالم الإسلامي وكأنَّ السبل قد أنسدت عليهم, والطرق قد انقطعت بهم, ولم يبق لهم إلّا منفذ واحد يتنفَّسون منه, وهو منخر الحضارة الغربية العلمانية العاتية.

ومن المعروف أن الحقد الصليبي، وخصوصًا نصارى العرب جمرة مشتعلة لا تنطفئ إلّا أن يشاء الله تعالى، ولقد أخبرنا الله -عز وجل- في كتابه الكريم أنَّ اليهود والنصارى لا يمكن أن يرضوا عن المسلم حتى يتبع ملتهم, ويتخلَّى عن دينه الإسلامي، فقال -عز وجل- عن ذلك ومؤكدًا عليه: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} ١.

ولقد وقف النصارى ضد الإسلام منذ بزوغ فجره وإلى اليوم, وكان بين النصارى وبين أتباع الإسلام من الحروب وسفك الدماء ما لا يعلمه إلا الله، ولا يقف عدو للإسلام إلّا وقف النصارى إلى جانبه مؤيدين له، ولا يجهل طلاب العلم شراسة الحروب الصليبية التي خاض غمارها جحافل الصليب, يؤجح نارها طغاة الكنيسة الذين كانوا يضمنون الجنة لكلِّ من حمل صليبه وسيفه لحرب المسلمين, التي كانوا يسمُّونها جهادًا في سبيل الله وحربًا مقدَّسة.


١ سورة البقرة، الآية: ١٢٠.

<<  <   >  >>