على الشهوات والمتع المختلفة إنما هي دليل في نظر من لا يعرفون الدين الصحيح على أن الإنسان هو مالك هذا الكون وحده, وهوالذي ينظِّم حياته كما يريد.
ولم يترك دعاة الإلحاد أي فرصة لأتباعهم لالتقاط أنفاسهم ومدارسة أوضاعهم والتفكر الصحيح في خلق هذا الكون وما فيه من العجائب التي تنطق بوجود الخلاق العظيم لهذا الكون, وقد قيل: إن أحد الملحدين تحدَّى أي مؤمن بالله يناظره, فانبرى له أحد المؤمنين واتَّفقوا على تحديد موعد للمناظرة, وحينما جاء وقت المناظرة تأخَّر المؤمن من الوصول ففرح الملحد وأخذ يصول ويجول ويتحدَّى, وبعد وقت حضر المؤمن بعد أن انكسرت قلوب المؤمنين وملأها الهمّ والغم, فسأله الملحد لماذا تأخرت عن الوصول, فقال له: إن بيني وبينكم هذا البحر ولم أجد سفينة, وبينما أنا كذلك؛ إذ نبتت شجرة في البحر وامتدت أغصانها وجذوعها وكبرت, ثم تكسَّرت بعض أجزائها لتصنع منها قاربًا حملني إليكم, فقال الملحد: هذا كلام لا يعقل, فقال له المؤمن: إذا كنتم لا تصدقون بوجود قارب صغير بدون موجد, فكيف تصدقون بوجود هذا الكون وما فيه دون موجد؟ ثم قال المؤمن للمُلحد: أنت بلا عقل, فقال الملحد: بلى, إن لي عقلًا, فقال له المؤمن: أين هو منك؟ قال: لا أدري, فقال المؤمن: شيء في جسمك تؤمن به ولا تراه, ولا تريد أن تؤمن بالله حتى تراه, فانقطع الملحد.
أما بالنسبة لظهور الإلحاد في ديار المسلمين فإنه يعود كذلك إلى أسباب كثيرة من أهمها حالة الانبهار بظهور هذه الماديات التي ظهرت