المذابه الباطلة والأفكار الجاهلية بدأ الموت يدبّ في جسم هذا الإلحاد البغيض, وإذا بالناس يكتشفون زيف أقاويله وأفانين خدعه, فبدؤا يهربون منه زرافات ووحدانًا, وعرف الناس أن الإلحاد هو الذي سبَّب لهم الشقاء والفقر وتزايد الأحقاد والقلق والاضطراب, وأنه هو الذي سهّل للمجرمين طرق الإجرام وظهور الفتن والضلال؛ إذ ليس فيه ثواب ولا عقاب في الآخرة, ولا ربَّ يجازي المجرمين بعذابه والمطيعين بثوابه, فما الذي يمنع المجرم من تنفيذ جريمته؟ وما الذي يجعل قلب الغني يشفق على الفقير؟ وما الذي يمنع السارق والغشاش والخائن ومدمن المخدرات؟ ما الذي يمنع هؤلاء من تحقيق رغباتهم؟ وللقارئ عظة مما يقع في العالم الملحد من أنواع الجرائم الظلم في جو محشون بالتوترات والهموم, قال تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} ١.
وإذا كانت المظالم والأنانيات وحب الشهوات وغيرها تحصل بين المؤمنين بالله تعالى, فما هو الظن بالمجتمعات التي لا تؤمن بالله ربًّا ولا بالإسلام دينًا ولا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولًا, ولا ضمير حي يذكرها بما للآخرين من حقوق, ما هو الظن بتلك المجتمعات الذين هم كالأنعام أو أضل, الذين لا يعيشون في بيئات أسرية متحابَّة يعرف بعضهم للبعض الآخر ما له من حقوق صلة الرحم وحفظ الأنساب وتقوية المودة فيهما بينهم، فأين الأولاد بعد أن ابتلعتهم دور الحضانات الحكومية، وأين الأزواج بعد أن تفرَّق