للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غفران عن البابا، بل الإنسان هو الإله, والدنيا هي غاية الإنسان عليها ليسعد أو يشقى, ولا عبرة بما قالته الأديان الإلهية من وجود قوة أخرى غير الإنسان, أو حياة أخرى غير هذه الحياة، بل إن ما وراء الطبيعة من المغيبات إن هو إلّا سراب يجب أن يختفي أمام الحضارة اللادينية العاتية, عالم المحسوسات التي لا تؤمن الشيوعية الملحدة إلّا به وحده, معللة لوجود هذا الكون ونشأته, ونشأة التدين عند الإنسان بخرافات كاذبة خالية لا يسندها عقل ولا منطق، الكون تجمَّع من ذرات, والإنسان أصله قرد ... إلخ.

ومن العجيب أنهم يسمّون هذه التخيلات المفتراة على البشرية التي تنافي ما أكرمهم به الله من حفظ ورعاية ومعرفة بأمور دينهم ودنياهم العجيبة، أنهم يسمّونها حقائق ويدافعون عنها كأنهم عايشوها من أول يوم عرفت فيه البشرية, ومن كذبهم في هذا فإن نبزه بالرجعية والتخلف أمر جاهز في قواميسهم التي لا تتورَّع عن هدر أعراض الناس ودماءهم {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} ١.

وهو رجم بالغيب وظلم للبشرية وتصديق لأقوال الكذابين أمثال: "ماركس"، و"دارون"، و"فرويد" وغيرهم من أشرار البشر الحاقدين.

وقد ساعد على تعميق الإلحاد الشيوعي تلك النظريات الكثيرة والشُّبَه التي سمَّوْها حقائق لمعرفة هذا الكون وقيامه على القوانين التي عرفت أخيرًا مثل قانون الجاذبية الذي أرسى كل شيء في الوجود في مكانه, وقانون تجمع أجزاء المادة التي انفجر عنها هذا الكون, وغير ذلك مما زعموه مؤيدًا


١ سورة الزخرف، الآية: ١٩.

<<  <   >  >>