للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل إلى الخراب والدمار وإثارة البغضاء وانتشار البطالة والفواحش، وأن الجنة الأرضية التي وعد بها "كارل ماركس" إن هي إلّا سراب خادع وآمال كاذبة, وأن تعاليمه إن هي إلّا جحيم لا يطاق وتعاسة وشقاء.

وأن الشعوب كانوا يساقون إلى الموت وهم ينظرون, طائعين أو مكرهين, وأن في التخلص من هذا المذهب راحة لا تعدلها راحة, وفوزًا لا يعدله فوز, فهبَّت تلك الشعوب المظلومة لتنفض عنها غبار تلك السنين العجاب, ثم داسوا مبادئ "ماركس" ونظرياته تحت نعالهم, وتنفسوا الصعداء, وبعضهم قام بشنق تماثيل بعض طغاة الشيوعية القدماء, وبعض الحكام الحاليين, وقالوا: لا رجعة للشيوعية هنا.

أقول: من الغريب أن يحصل هذا وأكثر منه في تلك البلدان التي ذاقت مرارة التعاليم الشيوعية وفرحت بانقشاعها عنها, ثم تقوم بعض الأحزاب في البلدان العربية الإسلامية بالمناداة باعتمادها كحزب شيوعي شرعي, وأين الشرع من تعاليم "ماركس", ثم تقوم بعض الحكومات باعتماد تلك الأحزاب والترخيص لهم بدخول المجالس النيابية والبرلمانية, وما إلى ذلك, كما سمعته من دولة إسلامية عربية في إذاعتهم المسموعة، إن الأمر يدعو إلى العجب -قبَّح الله تلك الأحزاب وقبَّح الله من يسمح لهم: {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ١.


١ سمعت من إحدى الإذاعات أن دولة أوروبية أمرت بإخراج تمثال لينين وشنقه أمام الناس، وقد شنقوا بعض رؤسائهم مثل: تيتو وزوجته أمام الناس.
٢ سورة الأعراف، الآية: ١٧٩.

<<  <   >  >>