الأسرة من الضمانات التي يعتمد عليها النظام الشيوعي في تربية الأولاد منذ نعومة أظفارهم على الولاء الكامل للدولة والحزب والزعيم, وليس وراء ذلك أي ولاء لأحد.
ومن العجيب أنهم يسمون الجهل والتخبط القائم على غير دليل صحيح نظريات علمية أو أبحاثًا علمية، فترى الكثير من الناس يسارع إلى تقبل تلك النظريات دون أن يكلف نفسه السؤال عن مدى صحة تلك الدعايات, وهل هي فعلًا نتجت عن علم حقيقي, أم عن تخطيط مدروس للإجهاز على القيم والأخلاق والتديُّن باسم العلم والتقدم.
إن كان ما جاء به الملاحدة من مزاعم عن بدء الأسر وتكونها, وأنها مرَّت بفترات أولها الشيوعية الأولى, ثم بدأت الأسر تتكون بفعل التطور الاقتصادي كما يزعمون, إن هو إلّا كذب وجرأة على تشويه تاريخ الأمم, لا يستندون فيه إلّا على ما تخيلوه في أذهانهم المريضة, وما يزعمونه أيضًا من وجود تلك الشيوعية في بعض القبائل المتأخرة التي عثر عليها في آسيا وإفريقيا واستراليا في القرنين السابقين، إن صدقوا، ولكن هل انحراف هؤلاء يكفي دليلًا لتلطيخ تاريخ البشرية كله بسبب انحراف جماعة هنا أو هناك؟
إن تفسير الملاحدة لقيام الأسرة بأنه عن دافع اقتصادي فقط هو قول باطل وقصور واضح, مع العلم أن للأوضاع الاقتصاية جانب مهم في حياة الناس, ولكن ليس هي كل شيء في حياتهم, بل هي أحد العوامل في حياتهم الواسعة الشاملة التي لا يمكن أن تنحصر في جانب واحد, وكذلك فإن قيام الأسرة لم يكن سببه فقط الدوافع الجنسية والاقتصادية, بل له أسباب كثيرة