أشار الله تعالى إلى هذا في القرآن الكريم حينما أُمِرَت مريم بأن تهز النخلة وهي في حالة تمام الإعياء والتعب في وقت الولادة؛ ليفهم الناس أن الله تعالى يجري الأمور بأسبابها.
وقد وجد الفلاسفة الملاحدة صفعة أبطلت نشوتهم بهذا الاكتشاف الميكانيكي, وذلك حينما عجز العلماء عن الإتيان بتفسير للأسباب الكامنة في بعض القضايا مع وضوح آثارها, دون أن يعرفوا وجه العلة والمعلول فيها, وعلى سبيل المثال: فإن الراديوم عنصر مشع وإليكترواناته تتحوّل إلى حطام تلقائيًّا بعمل الطبيعة, وقد أجرى العلماء تجارب لا حصر لها لكي يصلوا إلى سبب إشعاع الراديوم, ولكن كل التجارب انتهت إلى الإخفاق، ونحن نجهل حتى اليوم سبب تحطُّم إليكترون ما وخروجه عن نظامه النووي في الراديوم, وأيضًا فنحن نشاهد المغناطيس وهو يشد نحوه الحديد، وقد أقام العلماء نظريات كثيرة لشرح هذه الظاهرة, ولكن أحدهم كتب يعلق على هذه النظريات قائلًا:"إننا لا نعرف لماذا يشد المغناطيس الحديد نحوه, ربما لأنَّ الله أصدر إلى المغناطيس أمرًا بذلك"١.
ولقد علَّل العلماء في الماضي لبعض القضايا بتعليلٍ ظنوا أنه صواب, فإذا به عند التحقيق تعليل سطحي، بل لا يعرف الإنسان إلى الآن لماذا ينام حين يستلقي في الليل على سريره, ما هو السبب لذلك؟
ولقد اعترف الملاحدة بعد طول جدل بأن قانون التعليل ليس حقيقة مطلقة بالمفهوم الذي افترضوه في القرن التاسع عشر، بل لقد قرروا