للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخيرًا "أن نظام العالم لا يخضع لقانون العلة والمعلول الناتج عن الصدفة المحضة, وإنما هناك عقل ذو وعي يدبر شئون العالم بالإرادة".

وكان سائدًا عند الجهَّال في القرون الأولى أن هناك آلهة مشتركة في تدبير هذا الكون, وهي تخضع في النهاية لإله واحد هو أكبرها, فقد تغيرت هذه النظرة الشركية إلى ما هو أقبح منها, وهو الإلحاد المادي الحديث القائم على القول بالصدفة وطبيعة أجزاء المادة وانتظامها وانفجارها, مما لم يقل به المشركون قديمًا.

٤- دليل المادة:

ومن أدلتهم على نفي الإله واعتبار الدين خطرًا يضاد العلم قولهم: إن أساس هذا الكون كان مادَّة شبه غبار منتشر, ثم حدث أن تحرَّك حركة لم تنته إلّا بتكوين هذا الكون وما فيه في انفجار هائل، ولكن يقال لهم: إن هذا التفسير مضحك سخيف, هل تستطيعون أن تثبتوا مَنْ الذي كوَّن ذلك الغبار؟ ومن الذي جمعه؟ ومن كان السبب في تلك الحركة التي جعلت الكون كله يتفجر ويتكون على نحو ما هو عليه؟

إنهم لا يجدون لهم جوابًا غير أن الصدفة هي التي فعلت ذلك, وهو افتراض بدون أساس ناتج عن خيال كاذب وفهم قاصر، ويقال لهم: إذا كان وجود هذا الكون عن طريقة الصدفة, أليس من الممكن والحال هكذا أن توجد صدفة أخرى تقضي على هذا الكون كله؟ وتتعطل كل هذه المصالح من شمس وقمر ونجوم وغير ذلك مما في هذا الكون المترابط المنتظم بصورة

<<  <   >  >>