للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ١، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} ٢.

وسيأتي إن شاء الله في خلال هذه الدراسة ما يوضح كل ذلك.

إن التكافل الاجتماعي في الإسلام له صفة شاملة لا تقف عند جهة أو مجتمع أو شخص, وإنما ينظر فيه إلى جميع الأمة على أنها كالجسد الواحد, وأن مضرَّة الفرد كمضرَّة الجميع, ومضرة الجميع كمضرة الفرد, يجب أن يحس كل فرد بإحساس الآخرين على حد قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ٣. بينما النظم الجاهلية إما أن تنحاز إلى الغني أو إلى الفقير أو إلى المصلحة الذاتية.

٢- الإسلام يدعو إلى تحقيق كل أنواع التكافل, سواء أكان بين الإنسان ونفسه, أو بينه وبين أفراد أسرته أو جماعته, أو بين أمة وأمة, فالتكافل لا حدَّ له في الإسلام, ولا ينحصر في جهة دون أخرى, وهذه المزية لا توجد في النظم الوضعية ذات الأحزاب والأهواء المختلفة.

٣- إن الدعوة الإسلام إلى التكافل لم تكن بعد تجارب تعرَّضت للخطأ أو الصواب, ولا عن مشورة أحد, وإنما هي توجيه إلهي؛ لتتحقق به سعادة البشر مضمونة النتائج, بينما الدعوات الأخرى نشأت إما


١ سورة المائدة، الآية: ٣.
٢ سورة النساء، الآية: ١٢٢.
٣ سورة المائدة، الآية: ٢.

<<  <   >  >>