عن تجارب, وإمّا عن رهبة أو رغبة, أو لمصالح أخرى, ثم هي قابلة للتغير في كل حين, وفرق كبير بل لا مقارنة بين نظام وضعي وبين نظام صادر عن علّام الغيوب, غير قابل للتناقض والاضطراب والخلل الذي ملئت به الأنظمة الوضعية؛ لنقص عقول البشر عن إدراك الأمور على حقيقتها.
٤- في التكافل الإسلامي يصل الفقير إلى ما يعطاه من المال دون أي منَّة لأحد عليه؛ إذ تعطيه الدولة القائمة من مصاريف بيت المال المشروعة له, وخصوصًا الزكاة التي تؤخذ من مال الأغنياء بطريقة عادلة تنفع الفقير ولا تضر الغني في ماله, قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل بعد أمره ببيان الزكاة لأهل اليمن قال:"وإياك وكرائم أموالهم" ١.
وفي الوقت الذي يؤدي فيه الغني زكاة ماله يشعر برضى وسعادة؛ لأنه قدَّم نوعًا من أنواع العبادة, فلا يشعر بالحقد على الفقراء, ولا يشعر بأنها ضريبة دون مقابل تؤخذ جبرًا عنه, بل هو عمل نبيل يثاب عليه الثواب الجزيل، وكذلك الحال بالنسبة للفقير تجاه الغني؛ إذ يشعر بأنه له في مال الغني نصيب يصل إليه, بخلاف الأنظمة الوضعية التي خلت عن هذا المسلك الطيب, فقامت على الشَّرَه واستعباد الغني للفقير, وما ينشأ عن ذلك من الأحقاد والبغضاء بين جميعهم.
٥- الإسلام لم يكتف بفرض ذلك التكافل ضمن تشريعاته الإلزامي