المجتمع، بالإضافة إلى ما يحصل بينهم من العداة والشحناء, وهذه العداوة والخصومات والأحقاد يؤججها ما يشعر به الفقير المحتاج تجاه الغني المرابي المستبد, وعدم شعور الفقراء بأي عطف أو إحسان من جانب أصحاب الأموال المرابين, بينما يحسّ الأغنياء بأن الفقراء يحسدونهم ويريدون التنصل مما عليهم من ديون الأغنياء؛ فتفسد الضمائر, وتنتكس الأخلاق, وقد عرف اليهود هذا الجانب فاهتمّوا بجمع الأموال وإقراضها الأميين أو الجوييم -كما يسمونهم, فيضمنون سلب أموالهم, وإضعاف اقتصادهم, وهدم أخلاقهم, وهو ضمن وسيلة لافساد المجتمعات وتمزيق وحدة قلوبهم.
٢- تحريم الاحتكار:
ومن وسائل الإسلام لحسن التعامل بالمال وتنظيمه للشئون المالية تحريمه الاحتكار.
ومعناه: أن تنعدم بعض الحاجيات الضرورية أو يرتفع سعر تلك الحاجيات, وتوجد عند شخص أو أشخاص كمية منها يمكن أن تخفف الغلاء أو تسد بعض الضرورات لو بيعت من المتاجين بالثمن الذي تستحقه, فيعمد المحتكرون ويخفونها ولا يبيعون شيئًا منها إلّا عند شدة الحاجة إليها, وبسعر أكثر مما تستحق؛ لإقبال الناس عليها بسبب حاجتهم واضطرارهم إليها, فيستغل أولئك حاجة الناس إليها فيرفعون ثمنها؛ ليكسبوا من ورائها الأموال الكثيرة دون أدنى إحساس بالرحمة أو العطف، هذا الصنيع جائز في الأنظمة الجاهلية والرأسمالية, بل ويفتخر أولئك المحتكرون بأنَّهم أذكياء يحسنون التصرف في تنمية أموالهم, ولكن الإسلام يجعل هذا العمل