وكذلك توجد الحساسية الجلدية للمس والضغط والحرارة والألم, وبعض أجزاء الجسم تكون أكثر حساسية من البعض الآخر، ولعل أشدها حساسية الشفاه, أما بالنسبة للحساسية العضوية, فإن تقلصات الجوع تكون على درجة كبيرة من النمو عند الولادة, وتظهر بعدها بوقت وجيز.
وبسبب القصور النسبي في نمو عضوي الحسِّ الأساسيين, وهما العين والأذن, فلا نتوقع للوليد أن يكون على درجة من الوعي بما يحدث في البيئة المحيطة به، فقد يكون" شعوره مضطربًا مختلطًا" على النحو الذي يصفه وليم جيمس. وبسبب أن عقل الوليد يختلف عن عقل الطفل الأكبر منه, وبسبب أن خبرته ترتبط بخبرته السابقة في الرحم, فإن الوليد يشعر بالعالم شعورًا مختلفًا، يشبهه كيرت كوفكا بما يحدث عندما يستمع الشخص غير الموسيقيّ لمقطوعة موسيقية بطريقة تختلف عن استماع الخبير بالموسيقى لها.
ونتيجةً لعدم توافر الوعي بالبيئة المحيطة، وعدم نموّ المخ بدرجة كافية, فإننا نستطيع أن نصف الوليد بأنه "كائن غير قادر على التعلم" وخاصة خلال الأيام الأولى من ولادته، ويصدق هذا على أبسط صور التعلم؛ كالتعلم الشرطي والتعلم الترابطي، إذا استثينا بعض صور الاشتراط, والتي تحدث في موقف التغذية.
٦- انفعالات الوليد: بسبب عدم التآزر في نشاط الوليد, فإن من غير المنطقيّ أن نتوقع أن تكون حالات الانفعالية عند الميلاد محددة تحديدًا دقيقًا في شكل انفعالات معينة, ولهذا نجد الباحثين في العادة يصنفون استجابات الوليد إلى نوعين: استجابات سارة وإيجابية, واستجابات غير سارة أو سالبة "Hurlock". ويمكن أن تظهر الاستجابات غير السارة بتغيير وضع الوليد بطريقة مفاجئة, أو بإحداث أصواتٍ مزعجةٍ عالية جدًّا أو مفاجئة, أو بتعطيل حركاته التلقائية، أو بوضعه في فراشٍ مبلل, أو وضع شيء بارد جدًّا على جلده. فقد لوحظ أنه يبكي ويصرخ استجابةً لمثل هذه المثيرات, أما الاستجابات السارة فيمكن إظهارها بالربت والهزّ والحضن والمصّ.
الواقع أن الاستجابات السارة أقلّ تحديدًا وأكثر غموضًا من الاستجابات غير السارة, وتقترب من حالات الهدوء والسكون أكثر من كونها حالات انفعالية, والخاصية المميزة للتكوين الانفعالي لدى الوليد هي عدم وجود تدرج في الاستجابات يشير إلى درجات مختلفة من الحدة، فمهما كان المثير, تكون الاستجابة الناتجة بنفس الدرجة من الحدة.
٧- بداية تكوين الشخصية: توجد أدلة على وجود فروق بين الأطفال