للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طويلًا "وبالتالي يكون التوصيل العصبي بطيئًا" أو العكس.

ومن ناحيةٍ ثالثة حاول الباحثون تحديد دور ميكانيزمات الجهاز العصبي في بطء الاستجابة, وفي هذه الدراسات حلَّلَ الباحثون زمن الرجع إلى مكونين رئيسيين هما: زمن الحركة motor time, ويُقْصَدُ به الوقت الذي ينقضي بين تشغيل العضلة وإتمام الاستجابة، والزمن السابق على الحركة premotor, ويُقْصَدُ به الوقت الذي ينقضي بين حدوث المثير وتشغيل العضلة, ويتضمن الزمن السابق على الحركة ثلاث عمليات منفصلة: النقل الحسي للمثير، والتفسير المركزي للمثير، واتخاذ قرار الاستجابة, وقد وَجَدَ الباحثون أن هذا المكوّن يستغرق حوالي ٨٤% من الزمن الكلي للرجع, وعلى ذلك فإن العوامل الحركية تكاد تكون مستبعدة في أثرها, وهذا يؤدي إلى استناج أن بطء زمن الرجع يرجع في جوهره إلى عوامل معرفية تفسيرية متضمنة في عمليات اتخاذ القرار, وقد دعمت تجارب بوتوينك هذا الفرض.

ويُؤَكِّدُ هذا الفرض مصدر آخر للمعلومات, جاء من البحوث التي استخدمت الرسام الكهربائي للمخ "EEG", فقد وجد الباحثون من أصحاب هذا الاتجاه أن هناك معامل ارتباط بين البطء الذي تظهره الرسوم الكهربائية للمخ, وبطء الاستجابة كما يتمثل في زمن الرجع، وقد اقترحت في هذا الصدد علاقة سببية بينهما؛ حيث المخ هو المسبب للبطء العام للاستجابة "وليس العكس بالطبع", وهذه العلاقة، كما ترى "Kermis, ١٩٨٤"، من الفروض السببية القليلة التي ثبتت صحتها في ميدان سيكولوجية المسنين.

ويرى بعض الباحثين أن التمييز بين النشاط النفسيحركي psychomotor, وغيره من أنواع النشاط النفسي ليس كبيرًا, وإذا كان النشاط النفسيحركي يدل على المهارات البسيطة -كما بينا آنفًا- بحيث يتطَلَّب قليلًا من نشاط العمليات المركزية "كالتفكير وحل المشكلة" في علاقتها بالنشاط الحركي ذاته، فإننا نجد أن هذا التمييز ليس سهلًا؛ لأن جميع الأنشطة النفسية تطلب بعض الميكانيزمات المعرفية المركزية, وكما بينَّا فإن السهولة أو الصعوبة وكذلك البساطة أو التعقد الباديتين على المهمة, لا علاقة لهما بدرجة صعوبة وتعقد العمليات الطرفية أو المركزية المعرفية المتضمنة, ومع ذلك, فإن بعض النتائج الطريفة أمكن التوصل إليها عن علاقة النشاط الحركي بالعمر.

فمن الملاحظات الشائعة أن الأفراد يميلون إلى البطء الحركي بالتدريج مع العمر, إلّا أن سبب ذلك ليس واضحًا, وبالإضافة إلى هذا, فإن المسنين لا يؤدون

<<  <   >  >>