للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.....} . وفرعونُ يقول: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي......} . إن الشقيَّ من كان الهدهد أذكى منه، والنملة أفهمُ لمصيرِها منه. وإن البليد من أظلمتْ سبُله، وتقطَّعتْ حبالُه، وتعطَّلتْ جوارحُه عن النفعِ، {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا} .

في عالم النحل لطفٌ اللهِ يسري، وخيرُه يجرِي، وعنايتُه تلاحقُ تلكم الحشرة الضئيلة المسكينة، تنطلقُ من خليّتها بتسخيرٍ من الباري، تلتمسُ رزقها، لا تقعُ إلا على الطيبِ النقيِّ الطاهرِ، تمصُّ الرحيقَ، تهيمُ بالورودِ، تعشقُ الزَّهْر، تعودُ محمَّلةً بشرابٍ مختلفٍ ألوانُه فيه شفاءٌ للناسِ، تعودُ إلى خليتِها لا إلى خليةٍ أخرى، لا تضلُّ طريقها، ولا تحارُ في سبلِها، {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {٦٨} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .

<<  <   >  >>