- ومن عَرَفَ حُسْنَ اختيارِ اللهِ لعبدِه هانتْ عليه المصائبُ، وسهلتْ عليه المصاعبُ , وتوقعَ اللطفَ من اللهِ، واستبشر بما حصل، ثقةً بلطفِ اللهِ وكرمِه، وحسنِ اختيارِه، حينها يذهبُ حزنُه وضجرُه وضيقُ صدرِه , ويسلم الأمر لربه جلَّ في علاه، فلا يتسخطُ ولا يعترضُ، ولا يتذمّرُ، بل يشكرُ ويصبرُ، حتى تلوح له العواقبُ، وتنقشعُ عنه سحبُ المصائبِ.
- نوحٌ عليه السلامُ يُؤذى ألفَ عام إلا خمسين عاماً في سبيلِ دعوتِهِ , فيصبرُ ويحتسبُ ويستمرُّ في نشرِ دعوتِه إلى التوحيدِ ليلاً ونهاراً , سراً وجهراً , حتى ينجيه ربُّه ويهلك عدوه بالطوفانِ.
- إبراهيمُ عليه السلامُ يُلقى في النارِ فيجعلُها الله عليه برْداً وسلاماً , ويحميه من النمرودِ، وينجيهِ من كيدِ قومه وينصرُه عليهم، ويجعلُ دينه خالداً في الأرضِ.
- موسى عليه السلام يتربصُ به فرعونُ الدوائر، ويحيكُ له المكائد، ويتفننُ في إيذائه ويطاردُه , فينصرُه اللهُ عليه ويعطيه العصا تلقفُ ما يأفكون , ويشقُ له البحرَ ويخرجُ منه بمعجزةٍ، ويهلكُ اللهُ عدوَّه ويخزيه.
- عيسى عليه السلامُ يحاربُه بنو إسرائيل، ويؤذونه في سمعته وأمِّه ورسالتِه , ويريدون قتله فيرفعُه اللهُ إليه وينصرُه نصراً مؤزراً، ويبوءُ أعداؤه بالخسرانِ.
- رسولُنا محمد - صلى الله عليه وسلم - يؤذيه المشركون واليهودُ والنصارى أشدَّ الإيذاءِ , ويذوقُ صنوفَ البلاءِ، من تكذيبٍ ومجابهةٍ وردٍ واستهزاءٍ وسخريةٍ وسبٍّ وشتمٍ