للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واتهامِ بالجنونِ والكهانةِ والشعرِ والسحرِ والافتراءِ , ويُطردُ ويُحارَبُ ويُقتل أصحابُه ويُنكَّلُ بأتباعِه, ويُتهمُ في زوجتِه، ويذوقُ أصناف النكباتِ، ويهدد بالغاراتِ، ويمر بأزماتٍ , ويجوع ويفتقرُ، ويجرحُ، وتكسر ثنيتُهُ، ويشج رأسُه ويفقدُ عمه أبا طالب الذي ناصره , وتذهب زوجتُه خديجة التي واسته , ويُحْصَرُ في الشعب حتى يأكل هو وأصحابه أوراق الشجرِ , وتموتُ بناتُه في حياتِه وتسيلُ روحُ ابنِه إبراهيم بين يديهِ , ويُغلبُ في أحد , ويُمزَّقُ عمه حمزةُ , ويتعرض لعدة محاولات اغتيال , ويربطُ الحَجَرَ على بطنِه من الجوعِ ولا يجدُ أحياناً خبزَ الشعيرِ ولا رديءَ التمر , ويذوقُ الغصص ويتجرع كأس المعاناة , ويُزلزلُ مع أصحابِه زلزالاً شديداً وتبلغُ قلوبهُم الحناجر , وتعكس مقاصدُه أحياناً، ويبتلى بتيه الجبابرةِ وصَلَفِ المتكبرين وسوءِ أدبِ الأعرابِ وعجبِ الأغنياء، وحقدِ اليهودِ، ومكرِ المنافقين، وبُطْءِ استجابةِ الناسِ , ثم تكون العاقبةُ له، والنصرُ حليفه، والفوزُ رفيقه، فيظهرُ اللهُ دينه، وينصرُ عبده، ويهزم الأحزاب وحده، ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم , واللهُ غالبٌ على أمرِه ولكن أكثر الناسِ لا يعلمون.

- وهذا أبو بكر يتحملُ الشدائد، ويستسهلُ الصعابَ في سبيل دينِه وينفقُ ماله ويبذلُ جاهه، ويقدم الغالي والرخيصَ في سبيلِ اللهِ، حتى يفوز بلقبِ الصديقِ.

- وعمرُ بنُ الخطابِ يضرجُ بدمائِه في المحرابِ، بعد حياةٍ ملؤها الجهادُ والبذلُ والتضحيةُ والزهدُ والتقشفُ وإقامةُ العدلِ بين الناسِ.

<<  <   >  >>