للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بها وعرض عليه القضاء مراراً فامتنع وكان حسن المعرفة بالفقه والعربية والأصول صنف شرح المشارق وشرح أصول البزدوي والهداية وشرح مختصر ابن الحاجب وشرح المنار وغير ذلك انتهى.

(أقول) قول ابن حجر أخذ الأصفهاني مدخول فيه فإن شمس الدين الأصفهاني محمد بن محمود شارح المحصول مات سنة ثمان وثمانين وستمائة كما ذكره السبكى (١) في طبقات الشافعية وكانت ولادة الأكمل سنة بضع عشرة وسبعمائة ومات سنة ست وثمانين وسبعمائة وتفقه على الأكمل جماعة منهم سيد المحققين أبو الحسن السيد


(١) ظن بعض أبناء زماننا في بعض رسائله أنه تقى الدين على بن عبد الكافي السبكى الشافعى الذي مرت ترجمته عند ذكر أسد بن عمرو وليس كذلك بل هو ولده تاج الدين السبكى كما قال السيوطي في حسن المحاضرة بعد ترجمة التقى السبكى ولده قاضى القضاة تاج الدين أبو النصر عبد الوهاب ولد بمصر سنة ٧٢٩ ولازم الاشتغال بالفنون على أبيه وغيره حتى مهر وهو شاب وصنف كتباً نفيسة منها جمع الجوامع ومنع الموانع وشرح مختصر ابن الحاجب وشرح منهاج البيضاوي والتوشيح والترشيح والطبقات وغير ذلك مات عشية الثلاثاء سابع ذى الحجة سنة ٧٧١ انتهى ملخصاً وللتقى ولد آخر يلقب ببهاء الدين السبكي واسمه أحمد قال السيوطي في ترجمته ولد في جمادى الأخرى سنة ٧١٩ وأخذ عن أبيه وأبي حيان والأصفهاني وابن القماح والتقى الصائغ وغيرهم وبرع وهو شاب وساد وله تصانيف منها شرح الحاوي وتكلمة شرح المنهاج لابيه وعروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح مات بمكة في رجب سنة ٧٧٣ انتهى ملخصاً. وذكر السيوطي في لب اللباب أن السبكي بالضم والسكون نسبة إلى سبك قرية بمصر وقد وقع مثل هذا الخلط عن الشيخ عبد الحق المحدث الدهلوى في جذب القلوب إلى ديار المحبوب حيث ذكر فوائد ومسائل في بحث زيارة القبر النبوي عن شفاء الأسقام في زيارة سيد الأنام ونسبها إلى تاج الدين السبكي مع أن الكتاب المذكور للتقى السبكي فلم يطلع على الفرق بين الولد والوالد ومن عجائب الخبط ما في إتحاف النبلاء لبعض أفاضل عصرنا في ترجمة التقى السبكى أقول كان لهذا الشيخ تعصب كثير على ابن تيمية ولكنه رجع عنه في آخر عمره قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي فى شرح الألفية كتب أبو الحسن السبكي خطاً إلى الذهبى وكتب فيه في حق ابن تيمية أما قول سيدى في الشيخ فالمملوك محقق كبر قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذى يتجاوز الوصف والمملوك يقول ذلك دائما وقدره في نفسى أكبر من ذلك وأجل انتهى.
وإنما كتبت هذه العبارة ليطلع عليه المخلفون الذين لهم اغترار برد السبكي على ابن تيمية انتهى كلامه معربا وأنت تعلم أن الراد على ابن تيمية في بحث الزيارة وغيره هو التقى السبكي وليس رده تعصباً بل هو مصيب فيما رد به شهد به الأجلة وأما صاحب الخط المذكور إلى الذهبى الذى فيه مدائح ابن تيمية فهو ولده تاج الدين كما لا يخفى على من وسع نظره في كتب التواريخ ومن ادعى أن الرقعة المذكورة للتقى فعليه إثبات ذلك بتصريح أصحاب التواريخ والطبقات المعتمدة ودونه خرط القتاد.

<<  <   >  >>