للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قاتِلوا مَن كَفَر باللَّهِ، اغزُوا ولا تَغُلُّوا ولا تَغْدِروا ولا تَمْثُلُوا (١)، ولا تقتُلوا وليدًا، فإذا لقيتَ عدُوَّكَ مِن المشركينَ فادعُهم إلى ثلاثِ خصالٍ، أو خِلالٍ، فأَيَّتُهنَّ ما أَجَابُوكَ فاقْبَلْ منهم وكُفَّ عنهم: [ثم] (٢) ادغهم إلى الإِسلام، فإنْ أجابُوكَ فاقبلْ منهم وكُفَّ عنهم، ثمَّ ادعُهم إلى التحوُّلِ من دارِهم إلى دارِ المهاجرينَ، وأخبِرْهم أَنَّهم إِنْ فعلُوا ذلكَ فلهم ما للمُهاجرينَ، وعليهم ما على المُهاجرينَ، فإنْ أَبَوا أَنْ يَتَحوَّلُوا منها فَأَخْبِرْهم أنَّهم يكونُونَ كأعرَابِ المسلمينَ، يجري عليهم حُكْمُ اللَّهِ الذي يجري على المؤمنينَ، ولا يكونُ لهم في الغنيمةِ والفيءِ شيءٌ إلَّا أنْ يُجاهِدُوا مَعَ المسلمينَ، فإنْ هُم أَبَوا فسَلْهم الجِزْيَةَ، فإنْ هُم أَجَابُوكَ فاقبلْ منهم وكُفَّ عنهم، فإنْ هم أَبَوا فاستعنْ باللَّهِ وقاتِلهم، وإذا حاصرْتَ أهلَ حِصْنٍ فَأرادُوكَ أَنْ تجعلَ لهم ذِمَّةَ اللَّهِ وذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فلا تَجعلْ لهم ذِمَّةَ اللَّهِ ولا ذِمَّةِ نَبِيِّهِ، ولكنْ اجْعَلْ لهمْ ذِمَّتَكَ وذمَّة أصحابِكَ، فإنكم (٣) أَنْ تَخْفِرُوا ذِمَمِكُمْ وَذِمَمِ أصحابِكم، أهونُ مِن أنْ تَخْفِروا ذِمَةَ اللَّه وذمةَ رسولإِ، وإنْ حاصرْتَ أهلَ حِصْنٍ فأرادُوكَ أنْ تُنْزِلَهم على حكمِ اللَّه فلا تُنْزِلْهم على حكمِ اللَّهِ، ولكنْ أَنْزِلْهُمْ على حُكْمِكَ فإنك لا تدرِي أَتُصيبُ حكمَ اللَّه فيهمْ أم لا" (٤).

٢٩٧٧ - عن عبد اللَّه بن أبي أَوْفَى: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم في بعضِ أيامِهِ التي لَقِيَ فيها العَدُوَّ انتظرَ حتَّى مالَتْ الشَّمْسُ ثم قامَ في الناسِ [ثم] (٥) قالَ: يَا أيُّها النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لقاءَ العَدُوِّ وسَلُوا اللَّهَ


(١) قوله: "تَمْثُلوا" بضم المثلثة، مثل به يَمْثُل كقتل، إذا قطع أطرافه.
(٢) ليست في المطبوعة والصواب إثباتها كما عند مسلم.
(٣) تصحفت في مخطوطة برلين إلى (فإنهم إن يخفروا) والتصويب من صحيح مسلم.
(٤) أخرجه مسلم في الصحيح ٣/ ١٣٥٧، كتاب الجهاد والسير (٣٢)، باب تأمير الإِمام الأمراء. . . (٢)، الحديث (٣/ ١٧٣١)، قوله: "تخفِروا" من الإخفار أي تنقضوا.
(٥) ليست في مخطوطة برلين، واللفظ عند البخاري (ثم قام في النَّاس خطيبًا، قال. . .).

<<  <  ج: ص:  >  >>