والوجه الآخر أن معنى التعزي: التأسي والتصبُّر عند المصيبة، فيقول: إنا للَّه وإنا إليه راجعون كما أمر اللَّه عز وجل: (راجع شرح السنة ١٣/ ١٢١، وكشف المناهج ورقة ١٠٣) والراجح الوجه الأول كما جاء في حديث أحمد في المسند ٥/ ١٣٦، عن أبي قال: "رأيت رجلًا تعزْى عند أُبَيّ بعزاء الجاهلية افتخر بأبيه. . . " وساق الحديث. (٢) هذا الحديث مجتزأ من حديث فيه قصة سماع أُبَيّ لرجل يتعزّى بعزاء الجاهلية، من رواية عُتَيَّ بن ضمرة عن أبي، أخرجه أحمد في المسند ٥/ ١٣٦، في مسند أَبي بن كعب رضي اللَّه عنه، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص ٣٢٤، باب (٤٣٦)، الحديث (٩٦٦)، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى في كتاب السير، عزاه له المزي في تحفة الأشراف ١/ ٣٥، في أطراف أُبَيّ، الحديث (٦٧)، وأخرجه في عمل اليوم والليلة، ص ٥٣٩ - ٥٤٠، باب عزاء الجاهلية، الأحاديث (٩٧٤ - ٩٧٦)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص ١٦٣، باب ما يقول إذا سمع من يدعو بدعاء الجاهلية، الحديث (٤٣٥): وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص ١٨٨، كتاب الجنائز، باب فيمن تعزّى بعزاء الجاهلية (١٧)، الحديث (٧٣٦)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١/ ١٦٧، في معجم أُبَيّ بن كعب (١٥)، الحديث (٥٣٢)، ورحاله ثقات كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٣. (٣) ليست في المطبوعة، وأبو عقبة رضي اللَّه عنه: صحابي فارسي الأصل كان مولى للأنصار، وقيل مولى بني هاشم قيل اسمه رشيد، ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب ١٢/ ١٧١، في الكنى وذكر حديثه. (٤) أخرجه أبو داود في السنن ٥/ ٣٤٢ - ٣٤٣، كتاب الأدب (٣٥)، باب في العصبية (١٢١)، الحديث (٥١٢٣)، وأخرجه ابن ماجه في السنن ٢/ ٩٣١، كتاب الجهاد (٢٤)، باب النية في القتال (١٣)، الحديث (٢٧٨٤).