للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٨ - عن العِرْباض بن سارية رضي اللَّه عنه قال: "قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: أيحسبُ أحدُكُمْ مُتكئًا على أريكتهِ يظنُّ أنّ اللَّه لمْ يُحرِّمْ شيئًا إلا ما في هذا القرآن، ألا وإنّي واللَّه قد أمَرْتُ ووعَظتُ ونَهيتُ عن أشياءَ، إنّها لمثلُ القرآنِ أو أكثر، وإنَّ اللَّه لم يُحلَّ لكم أنْ تدخلُوا بُيوتَ أهلِ الكتابِ إلّا بإذنٍ، ولا ضربَ نسائهمْ، ولا أكلَ ثمارهمْ، إذا أعطَوكُمُ الذي (١) عليهم" (٢).

١٢٩ - وعن العِرْباض بن سارية قال: "وعظنا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفتْ منها العُيونُ ووجِلَتْ منها القُلُوبُ، فقالَ قائلٌ: يا رسول [اللَّه] (٣) كأنها موعظةُ مُودِّع فأوصِنا فقال: أُوصيكُمْ بتقوَى اللَّه والسَّمْعِ والطاعةِ وإنْ كانَ عِبدًا حبَشيًا، فإنهُ مَنْ يعِشْ منكُم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ تمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ، وإيَّاكُمْ ومُحدثات الأمورِ، فإنَّ كُلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضَلالة" (٤).


(١) في المطبوعة زيادة (فرض) وليست عند أبي داود.
(٢) أخرجه أبو داود في السنن ٣/ ٤٣٦، كتاب الخراج والإمارة (١٤)، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات (٣٣)، الحديث (٣٠٥٠). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود ٤/ ٢٥٥: في إسناده: أشعث بن شعبة المصيصي، وفيه مقال.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٤) أخرجه: أحمد في المسند ٤/ ١٢٦ - ١٢٧ في مسند العرباض بن سارية رضي اللَّه عنه. والدارمي في السنن ١/ ٤٤ - ٤٥، المقدمة، باب اتباع السنة. وأبو داود في السنن ٥/ ١٣ - ١٥، كتاب السنة (٣٤)، باب في لزوم السنّة (٦)، الحديث (٤٦٠٧). والترمذي في السنن ٥/ ٤٤، كتاب العلم (٤٢)، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (١٦)، الحديث (٢٦٧٦)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن ١/ ١٦، المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين (٦)، الحديث (٤٣). قوله (بالنواجذ) أي الضواحك من الأسنان، وهي التي تبدو عند الضحك. ومعنى الحديث: أي تمسكوا بها كما يتمسّك العاض بجميع أضراسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>