للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رِيحًا طَيِّبةً فتأخُذُهُمْ تحتَ آباطِهمْ، فتَقبِضُ روحَ كلِّ مُؤمنٍ وكُلِّ مسلمٍ، ويَبْقَى شِرارُ النَّاسِ يَتهارَجونَ فيها تَهارُجَ الحُمُرِ فَعليْهِمْ تقومُ السَّاعةُ" (١).

٤٢٣٢ - عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يخرُجُ الدجّالُ فيتوجَّهُ قِبَلَهُ رجلٌ مِنَ المؤمنينَ (٢)، فتلقاهُ المَسالِحُ (٣) مَسالِحُ الدجّالِ فيقولونَ لهُ: أينَ تعمِدُ؟ فيقولُ: أعمِدُ إلى هذا الذي خرجَ، قال فيقولونَ لهُ: أَوَ ما تُؤمِنُ بربِّنا؟ فيقولُ: ما بربِّنا خَفاءٌ، فيقولون: اقتُلُوه، فيقولُ بعضُهُمْ لبعضٍ: أليسَ قدْ نَهاكُمْ ربُّكُمْ أنْ تقتُلُوا أحدًا دُونَهُ، فينطلِقُونَ بهِ إلى الدجَّالِ، فإذا رآهُ المؤمنُ قال: يا أيُّها النَّاسُ هذا الدجَّالُ الذي ذَكَرَ رسول اللَّه عليه السَّلام، قال: فيأمُرُ الدجَّالُ بهِ فيُشَبَّحُ (٤) فيقولُ: خُذوهُ وشُجُّوهُ، فيُوسعُ ظهرُهُ وبطنُهُ ضَرْبًا، قال فيقولُ: أما تُؤمنُ بي؟ قالَ فيقولُ: أنتَ المسيحُ الكذَّابُ، قال: فيُؤْمَرُ بهِ فيُؤْشَرُ بالمِئْشارِ (٥) مِنْ مَفْرِقِهِ حتَّى يُفَرَّقَ بينَ رِجلَيْهِ، قال: ثمَّ يَمشي الدجَّالُ بينَ القِطْعَتَيْنِ، ثمَّ يقولُ لهُ: قُمْ، فيَستوِي قائِمًا، ثمَّ يقولُ لهُ: أتُؤمِنُ بي؟ فيقولُ: ما ازْدَدْتُ فيكَ إلَّا بَصيرَةً، قال: ثمَّ يقولُ: يا أيُّها النَّاسُ إنَّهُ لا يفعلُ هذا بَعدِي بأحدٍ مِنَ النَّاسِ، قال: فيأخُذُهُ الدجَّالُ لِيَذْبَحهُ فيُجعَلُ ما بينَ رقَبَتِهِ إلى تَرْقُوَتهِ نُحاسًا فلا يستطيعُ إليهِ سَبيلًا، قال: فيأخُذُ بيدَيْهِ ورِجلَيْهِ فيَقذِفُ بهِ، فيَحْسِبُ النَّاسُ أنَّما قذَفَهُ إلى


(١) أخرجه مسلم في الصحيح ٤/ ٢٢٥٠ - ٢٢٥٥، كتاب الفتن (٥٢)، باب ذكر الدجال وصفته (٢٠)، الحديث (١١٠/ ٢٩٣٧) و (١١١/ ٢٩٣٧).
(٢) في مخطوطة برلين (المسلمين) وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم.
(٣) المسالح جمع مَسْلَحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث ٢/ ٣٨٨).
(٤) فيشبّح: أي يمد على بطنه، ويروى "فيشج" (النووي، شرح صحيح مسلم ١٨/ ٧٣). وهي في المخطوطة والمطبوعة "فَيُشَجُّ".
(٥) هكذا الرواية -يؤشر بالمئشار- وهو الأفصح، ويجوز تخفيف الهمزة فيهما فيجعل في الأول واوًا وفي الثاني ياء -يوشر بالميشار- ويجوز المنشار بالنون وعلى هذا يقال: نشرت الخشبة، وعلى الأول يقال: أشرتها (النووي، المصدر نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>