للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى اللَّه، فيُرسلُ اللَّه عليهِمُ النَّغَفَ (١) في رِقابِهِمْ، فيُصبِحونَ فَرْسَى (٢) كموتِ نَفْسٍ واحدةٍ، ثمَّ يَهبِطُ نبيُّ اللَّه عيسَى وأصحابُهُ إلى الأرضِ فلا يَجدونَ في الأرضِ موضِعَ شِبرٍ إلَّا ملَأهُ زهَمُهُمْ (٣) ونَتْنُهُمْ، فيرغَبُ نبيُّ اللَّه عيسَى وأصحابُهُ إلى اللَّه، فيُرسلُ اللَّه عليهم طيرًا كأعناقِ البُخْتِ (٤) فتحملُهُمْ فتطرَحُهُمْ حيثُ شاءَ اللَّه -ويُروى (٥): فتطرَحُهُمْ بالمَهْبلِ (٦) ويَستوقِدُ المسلمونَ مِنْ قِسِّيهِمْ ونُشّابِهِمْ وجِعابِهِمْ سَبْعَ سِنين- ثمَّ يُرسلُ اللَّه مطرًا لا يَكُنُّ منهُ بيتُ مَدَرٍ (٧) ولا وَبَرٍ، فيغسِلُ الأرض حتَّى يترُكَها كالزَّلَفَةِ (٨)، ثمَّ يُقالُ للأرضِ: أنْبِتي ثَمَرَتَكِ ورُدِّي بَركَتَكِ، فيومَئِذٍ تأكُلُ العِصابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ ويَستظِلُّونَ بقِحْفِها (٩)، ويُبارَكُ في الرِّسْلِ (١٠) حتَّى أنَّ اللِّقْحَةَ (١١) مِنَ الإِبِلِ لَتكْفي الفِئامَ (١٢) مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ البقرِ لَتكْفي القبيلةَ مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتكْفي الفَخْذَ (١٣) منَ النَّاسِ، فبينما هُمْ كذلكَ إذْ بعثَ اللَّه


(١) النَّغَف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
(٢) في المطبوعة (مَوْتَى) وفي المخطوطة ولفظ مسلم "فَرْسي" ولفظ الترمذي "فَرْسَي مَوْتَى" قال النووي في شرح صحيح مسلم ١٨/ ٦٩: فرص أي قتلى واحدهم فريس.
(٣) أي دسمهم ورائحتهم الكريهة (النووي، شرح صحيح مسلم ١٨/ ٦٩).
(٤) البُخْت: جمال طوال الأعناق (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث ١/ ١٠١).
(٥) أخرجه الترمذي في السنن ٤/ ٥١٣، كتاب الفتن (٣٤)، باب ما جاء في فتة الدجال (٥٠٩)، الحديث (٢٢٤٠).
(٦) المهبل: هو الهوة الذاهبة في الأرض (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث ٥/ ٢٤١).
(٧) المَدَر: هو الطين الصلب (النووي، شرح صحيح مسلم ١٨/ ٦٩).
(٨) أي كالمرآة، وقيل كمصانع الماء أي أن الماء يستنقع فيها حتَّى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء، وقيل كالصحفة وقيل كالروضة (النووي، المصدر نفسه).
(٩) أي بقشرها.
(١٠) الرِّسْل: هو اللبن.
(١١) اللِّقحة: بالكسر والفتح الناقة القريبة العهد بالنِّتاج (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث ٤/ ٢٦٣).
(١٢) الفئام: أي الجماعة.
(١٣) الفخذ: الجماعة من الأقارب.

<<  <  ج: ص:  >  >>