للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ما كانَ العبدُ في عَوْنِ أخيه، ومَنْ سلكَ طريقًا يلتمِسُ فيهِ عِلمًا سهَّلَ اللَّه لهُ بهِ طريقًا إلى الجنَّة، وما اجتمعَ قومٌ في مسجدٍ مِنْ مساجدِ اللَّه يتلونَ كتابَ اللَّه ويتدارسُونَهُ بينهُمْ إلا نزلتْ عليهِمُ السَّكينةُ وغشيتهُمُ الرَّحمةُ وحفَّت بهِم الملائكةُ وذكرهُمُ اللَّه فيمنْ عنده، ومَنْ بطَّأَ به عملُهُ لمْ يُسْرِعْ بهِ نسبُه" (١) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه.

١٥٤ - وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقضى عليهِ يومَ القيامةِ [ثلاثة] (٢): رجلٌ استُشْهِدَ، فأتى بهِ اللَّه فعرَّفهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها. قال: فما عَمِلْتَ فيها؟ قال: قاتلْتُ فيكَ حتَّى استُشْهِدْتُ. قالَ: كذبتَ ولكنَّكَ قاتلتَ لأنْ يُقالَ رجل جَريءٌ فقد قيلَ. ثمَّ أُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجْهِهِ حتى أُلقيَ في النَّار. ورجلٌ تعلَّم العلمَ وعلَّمَهُ وقرأَ القُرآنَ، فأُتيَ بهِ فعرَّفهُ نِعَمَهُ فعرفَها. قال: فما عملْتَ فيها؟ قال: تعلمت العِلْمَ وعلَّمْتُهُ وقرأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذبتَ ولكنَّكَ تعلمتَ العِلمَ وعلَّمتهُ لِيُقالَ هو عالمٌ، وقرأتَ القرآنَ ليُقالَ هو قارئٌ، فقدْ قيلَ. ثم أُمِرَ بهِ فَسُحِبَ على وجهِهِ حتَّى أُلقيَ في النَّار. ورجلٌ وسَّعَ اللَّه عليهِ وأعطاهُ مِنْ أصناف المالِ كُلِّهِ، فأتيَ بهِ فعرَّفهُ نِعَمَهُ فَعرفَها. قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركتُ مِنْ سبيلٍ تُحبُّ أنْ يُنفقَ فيها إلّا أنفقتُ فيها لكَ. قال: كذبتَ، ولكنَّكَ فعلتَ ليُقالَ هو جوَادٌ، فقدْ قيلَ. ثم أُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجهِهِ ثُمَّ (٣) أُلقيَ في النَّار" (٤) رواه أبو هريرة رضي اللَّه عنه.


(١) أخرجه مسلم في الصحيح ٤/ ٢٠٧٤، كتاب الذكر والدعاء (٤٨)، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن، وعلى الذكر (١١)، الحديث (٣٨/ ٢٦٩٩). ولفظه: ". . . في بيت من بيوت اللَّه. . . ".
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وليس عند مسلم.
(٣) في المطبوعة (حتى) والتصويب من المخطوطة وصحيح مسلم.
(٤) أخرجه مسلم في الصحيح ٣/ ١٥١٣ - ١٥١٤، كتاب الإمارة (٣٣)، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار (٤٣)، الحديث (١٥٢/ ١٩٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>