للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأعطانِيها، وسألتُهُ أنْ لا يَجعلَ بأسَهُمْ بيْنَهُمْ فمنعَنِيها" (١).

٤٤٧٤ - عن عطاء بن يَسار رضي اللَّه عنه قال: "لقيتُ عبدَ اللَّه بن عَمرِو بنِ العاصِ رضيَ اللَّه عنه قُلت: أخبِرْني عن صِفةِ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في التَّوْراةِ، قال: أجَلْ، واللَّه إنّهُ لموصوفٌ في التَّوْراةِ ببعضٍ صِفتِه في القُرآنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا ومُبَشَرًا وَنَذِيرًا} (٢) وحِرْزًا للأُميِّيّنَ أنتَ عَبْدي ورسولي، سمَّيْتكَ المتوكِّلَ، ليسَ بفَظٍ ولا غَليظٍ ولا سَخَّابٍ في الأسواقِ ولا يدفَع بالسيِّئةِ السيِّئةَ ولكنْ يَعفو ويَغْفِرُ، ولنْ يَقبضَهُ حتَّى يُقيمَ بهِ المِلَّةَ العَوْجاءَ بأنْ يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللَّه، وتُفتحُ بها أعيُنٌ عُميٌ واذانٌ صُمٌّ وقلوبٌ غلفٌ" (٣) ورواه عطاء عن ابن سَلام (٤).

مِنَ الحِسَان:

٤٤٧٥ - عن خَبَّاب بن الأرَتّ رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "صلَّى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صلاةً فأَطالَها، قالوا: يا رسولَ اللَّه، صلَّيْتَ صلاةً لمْ تكُنْ تُصلِّيها؟ قال: أجَلْ إنَّها صلاةُ رَغْبَةٍ ورَهْبَةٍ، إنِّي سألتُ اللَّه فِيها ثلاثًا فأعطانِي اثنتَيْنِ ومَنعنِي واحِدةً، سألتُهُ أنْ لا يُهلِكَ أُمَّتي بسَنَةٍ فأعطانِيها، وسألتُهُ أنْ لا يُسلِّطَ عليهِمْ عدوًّا منْ غيرهِمْ فأعطانِيها، وسألتُهُ أنْ لا يُذيقَ


(١) أخرجه مسلم في الصحيح ٤/ ٢٢١٦، كتاب الفتن (٥٢)، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض (٥)، الحديث (٢٠/ ٢٨٩٠)، والسَّنَةُ: القحط العام.
(٢) سورة الأحزاب (٣٣)، الآية (٤٥).
(٣) أخرجه البخاري في الصحيح ٤/ ٣٤٢ - ٣٤٣، كتاب البيوع (٣٤)، باب كراهية السخب في الأسواق (٥٠)، الحديث (٢١٢٥)، وقال: (تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال عن عطاء عن ابن سلام). قوله: حرزًا للأميّين، أي حصنًا وموئلًا لِلْعَرَبِ يتحصنون به من غوائل الشيطان أو عن سطوة العجم. والسَّخَبُ: هو رفع الصوت بالخصام، ويقال فيه الصخب بالصاد الهملة بدل السين. وقلوب غلف: هم الذين لا يفهمون وكانت قلوبهم في غلاف (الحافظ ابن حجر، فتح الباري ٤/ ٣٤٣).
(٤) أخرجه الدارمي في السنن ١/ ٥، المقدمة، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الكتب قبل مبعثه.

<<  <  ج: ص:  >  >>