للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخْلِقي، ثمَّ أبْلِي وأخْلِقي، ثمَّ أبْلِي وأخْلِقي. وكانَ فيها عَلَمٌ أخضرُ أو أصفرُ، فقال: يا أُمَّ خالدٍ هذا سَناه. وهيَ بالحبَشِيّةِ حَسنٌ. قالت: فذهبتُ ألعبُ بخاتمِ النبوّةِ، فزَبَرَني أبي، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: دَعْها" (١).

٤٥٠١ - عن أنس رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ليسَ بالطويلِ البائِنِ ولا بالقصيرِ، وليسَ بالأبيضِ الأمْهَقِ ولا بالآدَمِ، وليسَ بالجَعْدِ القَطَطِ ولا بالسَّبطِ، بعثَهُ اللَّه على رأسِ أربعينَ سنةً، فأقامَ بمكّةَ عشرَ سِنينَ وبالمدينةِ عشرَ سِنينَ، وتَوفّاهُ اللَّه على رأسِ سِتّينَ سنةً، وليسَ في رأسهِ ولحْيَتهِ عِشرُونَ شَعرةً بيضاءَ" (٢).

٤٥٠٢ - وفي رواية عن أنس رضي اللَّه عنه يصِفُ النبيَّ صلى اللَّه


(١) أخرجه البخاري في الصحيح ٦/ ١٨٣، كتاب الجهاد (٥٦)، باب من تكلّم بالفارسية (١٨٨)، الحديث (٣٠٧١)، وفي ١٠/ ٢٧٩، كتاب اللباس (٧٧)، باب الخميصة السوداء (٢٢)، الحديث (٥٨٢٣)، وفي ١٠/ ٤٢٥، كتاب الأدب (٧٨)، باب من ترك صبية غيره حتَّى تلعب به (١٧)، الحديث (٥٩٩٣)، والخميصة السوداء: كساءٌ أسود مربّع له علمان. وقوله: "أبلي وأخلقي" العرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي: أنها تطول حياتها حتَّى يبلى الثوب ويخلق. وقولها: "فزبرني أبي" أي نهرني، والزبر هو الزجر والمنع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري ١٠/ ٢٨٠، ٤٢٥).
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ٦/ ٥٦٤، كتاب المناقب (٦١)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢٣)، الحديث (٣٥٤٨)، وفي ١٠/ ٣٥٦، كتاب اللباس (٧٧)، باب الجَعد (٦٨)، الحديث (٥٩٠٠)، ومسلم في الصحيح ٤/ ١٨٢٤، كتاب الفضائل (٤٣)، باب في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ومبعثه وسنّه (٣١)، الحديث (١١٣/ ٢٣٤٧). الطويل البائن: أي زائد الطول. والأبيض الأمهق: هو شديد البياض كلون الجص وهو كريه المنظر وربما توهمه الناظر أبرص. والآدمُ: الأسمر (النووي، شرح صحيح مسلم ١٥/ ١٠٠). وقوله "وليس بالجعد القطط ولا بالسبط" أي أنَّ شعره بين الجعودة والسبوطة، وأنّ الشعر الجعد هو الذي يتجعد كشعور السودان، وأنّ السبط هو الذي يسترسل فلا يتكسّر منه شيء كشعور الهنود، والقطط: البالغ في الجعودة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري ١٠/ ٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>