للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٣١ - وقال أبو ذر، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إنَّكُمْ ستَفْتَحونَ مِصرَ وهيَ أرضٌ يُسمَّى فيها القِيراط، فإذا فتَحتُموها فأحْسِنوا إلى أهلِها فإنَّ لهُمْ ذِمَّةً ورَحِمًا -أوْ قال: ذِمَّة وصِهْرًا- فإذا رأيتُمْ رجُلَيْنِ يَخْتصِمانِ في مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فأخْرُجْ منها. قال: فرأيتُ عبدَ الرحمن ابنَ شُرَحْبِيلَ بنِ حَسَنةَ وأخاهُ رَبيعةَ يَخْتصمانِ في مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فخورجْتُ منها" (١).

٤٦٣٢ - عن حُذَيْفة رضي اللَّه عنه، عن النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: "في أصحابي -وفي رواية: في أُمّتي- اثْنا عَشَرَ مُنافِقًا لا يَدخلونَ الجنّةَ ولا يَجِدونَ رِيحَها حتَّى يَلِجَ الجمَل في سَمِّ الخِياطِ، ثَمانِيةٌ منهُمْ تَكفِيهِم الدُّبَيْلَةُ: سِراجٌ مِنَ النَّارِ تَظهرُ في أكتافِهِمْ حتَّى تَنْجُمَ في صُدورِهِم" (٢).


(١) أخرجه مسلم في الصحيح ٤/ ١٩٧٠، كتاب فضائل الصحابة (٤٤)، باب وصيَّة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأهل مصر (٥٦)، الحديث (٢٢٦/ ٢٥٤٣) و (٢٢٧/ ٢٥٤٣). قال النووي في شرح صحيح مسلم ١٦/ ٩٧: (قال العلماء: القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به -وهو يساوي ٠.٢١٢٥ غ ذهبًا و ٠.٢٤٧٥ غ فضة- وأما الذمة فهي الحرمة والحق، وهي هنا بمعنى الذمام، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم منهم وفيه معجزات ظاهرة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منها إخباره بأن الأمة تكون لهم قوة وشوكة بعده بحيث يقهرون العجم والجبابرة ومنها أنهم يفتحون مصر ومنها تنازع الرجلين في موضع اللبنة، ووقع كل ذلك وللَّه الحمد). واللبنة أي الآجرّ قبل طبخه.
(٢) أخرجه مسلم في الصحيح ٤/ ٢١٤٣ - ٢١٤٤، كتاب صفات المنافقين (٥٠)، الحديث (٩/ ٢٧٧٩) و (١٠/ ٢٧٧٩). قوله: "في أصحابي" معناه الذين ينسبون إلى صحبتي كما قال في الرواية الثانية: "في أمتي". وسَمِّ الخياط: بفتح السين وضمها وكسرها، والفتح أشهر وبه قرأ القراء السبعة، وهو ثقب الإبرة، ومعناه لا يدخلون الجنة أبدًا كما لا يدخل الجمل في ثقب الإِبرة أبدًا. والدُّبَيْلة قد فسرها في الحديث بسراج من نار (النووي، شرح صحيح مسلم ١٧/ ١٢٥)، وقوله: "تكفيهم" أي تدفع شرهم، وقوله: "حتَّى تنجم في صدورهم" أي تظهر وتطلع النار في صدورهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>