للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإبراهيمُ يجودُ بنفسه، فجعلَتْ عينا رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فقالَ له عبدُ الرحمن بنُ عوفٍ: وأنتَ يا رسولَ اللَّه [تبكي] (١)؟ فقالَ: يا ابنَ عوفٍ إنها رحمةٌ، ثمَّ أَتْبَعَها بأُخرى فقال: إن العينَ تدمعُ، والقلبُ يحزنُ، ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربَّنا، وانا لفِراقِكَ يا إبراهيم لَمَحْزُونون" (٢).

١٢٢٢ - وقال أُسامة بن زيد: "أَرْسَلَتْ ابنةُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم إليه: إن ابنًا لي قُبضَ فأْتِنَا، فأرسلَ يُقْرِئُ السلامَ ويقولُ: إن للَّهِ ما أَخَذَ وله ما أَعْطَى، وكلُّ [شيءٍ] (٣) عندَه بأجلٍ مسمَّى، فلتصبرْ ولتحتسبْ، فأَرْسَلَتْ إليه تُقْسِمُ عليه ليأتيَّنها، فقامَ ومعَه سعدُ بنُ عبادَةَ، [ومعاذُ بن جبلٍ، وأبيُّ بن كعبٍ، وزيدُ بن ثابتٍ] (٤)، ورجالٌ، فَرُفِعَ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الصبيُّ ونفسُه تَتَقَعْقَعُ، ففاضَتْ عيناهُ، فقال سعدٌ: يا رسولَ اللَّه ما هذا؟ قال: هذه رحمةً جعلَها اللَّهُ في قلوبِ عبادِهِ: وإنَّما يرحمُ اللَّهُ من عبادِه الرحماءَ" (٥).


(١) ليست في مخطوطة برلين. ولا عند البخاري، واللفظ له.
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ٣/ ١٧٢ - ١٧٣ كتاب الجنائز (٢٣)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنا بك لَمَحزونون". . . (٤٣)، الحديث (١٣٠٣)، وأخرجه مسلم في الصحيح ٤/ ١٨٠٧ - ١٨٠٨ كتاب الفضائل (٤٣)، باب رحمته -صلى اللَّه عليه وسلم- الصبيان والعيال. . . (١٥)، الحديث (٦٢/ ٢٣١٥).
(٣) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري، وهي في لفظ مسلم.
(٤) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم، وهي عند البخاري.
(٥) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ٣/ ١٥٠ - ١٥١ كتاب الجنائز (٢٣)، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يُعذب الميت ببعض بكاء أهلِه عليه. . . " (٣٢)، الحديث (١٢٨٤)، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢/ ٦٣٥ - ٦٣٦ كتاب الجنائز (١١)، باب البكاء على الميت (٦)، الحديث (١١/ ٩٢٣)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح ٢/ ٣٨٥ في معنى تتقعقع: (أي تضطرب وتتحرك، ولا تثبت علي حالة واحدة)، وقال ابن حجر في فتح الباري ٣/ ١٥٦ في بيان ابنة النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: (لكنَّ الصواب في حديث الباب أن المرسِّلة زينب، وأن الولد صَبِيِّة كما ثبت في مسند أحمد. . .).

<<  <  ج: ص:  >  >>