للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٥٧٤ - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنهما: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ يسافَرَ بالقُرآنِ إلى أرضِ العَدُوِّ" (١) وفي رواية قالَ: "لا تُسافِرُوا بالقُرآنِ (٢) فإنِّي لا آمَنُ أَنْ ينالَهُ العَدُوُّ" (٣).

مِنَ الحِسَان:

١٥٧٥ - عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه أنه قال: "جلستُ في عِصابةٍ من ضُعفاءِ المهاجرينَ، وإنَّ بعضَهُمْ لَيَسْتَتِرُ ببعض مِنَ العُرْيِ وقارِئٌ يقرأُ علينَا، إذْ جاءَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقامَ عَلَيْنَا، فلمَّا قامَ رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سكتَ القارِئُ، فسلَّمَ ثمَّ قال: مَا كُنْتُم تَصْنَعُونَ؟ قُلنا: كُنَّا نستَمِعُ إلى كِتابِ اللَّه، فقال: الحمدُ للَّه الذي جعلَ مِنْ أُمَّتي مَنْ أُمِرْتُ أَنْ أَصْبِرَ نفسِي مَعَهُمْ. قال: فجلسَ وَسْطَنَا ليَعْدِلَ بنفسِهِ فينا ثُمَّ قال بيدِهِ هكذا، فتحلَّقُوا وبرَزَتْ وُجُوهُهُمْ لهُ فقال: أبْشِرُوا يا مَعْشَرَ صعَالِيكِ المُهاجِرينَ بالنُّورِ التَّامُ يومَ القِيامَةِ، تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قبلَ أَغْنِيَاءِ النَّاسِ بِنِصْفِ يومٍ، وذلكَ خمسُمائةِ سنَةٍ" (٤).


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح ٦/ ١٣٣، كتاب الجهاد (٥٦)، باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو (١٢٩)، الحديث (٢٩٩٠). ومسلم في الصحيح ٣/ ١٤٩٠، كتاب الإمارة (٣٣)، باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفارة (٢٤)، الحديث (٩٢/ ١٨٦٩).
(٢) في المطبوعة زيادة: (إلى أرض العدوّ)، وليست في المخطوطة ولا عند مسلم في هذه الرواية.
(٣) أخرجه مسلم في المصدر نفسه ٣/ ١٤٩١، الحديث (٩٤/ ١٨٦٩).
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٦٣، ٩٦. وأبو داود في السنن ٤/ ٧٢ - ٧٣، كتاب العلم (١٩)، باب في القصص (١٣)، الحديث (٣٦٦٦). قوله: "فقام علينا" أي وقف على رؤوسنا أي كنا غافلين عن مجيئه فنظرنا فإذا هو قائم فوق رؤوسنا يستمع إلى كتاب اللَّه. وقوله "ثم قال بيده" أي أشار بيده. و"صعاليك المهاجرين" أي جماعة الفقراء من المهاجرين جمع صعلوك. وسيأتي الحديث في كتاب الرقاق، باب فضل الفقراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>