للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، لقد علموا: ما استقسما بها قط" (١).

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصور في البيت، ونهى الرجل أن يصنع ذلك، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح، وهو بالبطحاء، أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، ولم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيه" (٢).

والدخول في هذه الأماكن بدون إنكار المنكر، أو تحقق مصلحة فيه مشاركة في الإثم، قال الله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} (٣).

قال القرطبي - رحمه الله -: " {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}، فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم" (٤).

* * *


(١) رواه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب: أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح؟ (٤٢٨٨).
(٢) رواه أحمد في مسنده (٢٢/ ٤٤٩) ١٤٥٩٦ وقال محققو الرسالة: "إسناده صحيح على شرط مسلم"، وقال الشيخ حمود التويجري - رحمه الله -: "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(٣) سورة النساء: ١٤٠.
(٤) تفسير القرطبي (٥/ ٤١٨).

<<  <   >  >>