للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الأولى: إقامة الكافر في موضع من جزيرة العرب (١) (الحجاز) (٢) أكثر من ثلاثة أيام.

لما كانت جزيرة العرب منبت الإسلام وعرينه، وفيها بيت الله ومهبط الوحي،


(١) وحدّ الجزيرة على ما ذكره الأصمعي وأبو عبيد القاسم بن سلام: من عدن إلى ريف العراق. طولًا، ومن جدة إلى ما وراءها إلى أطراف الشام عرضًا، قال الخليل: إنما قيل لها جزيرة؛ لأن بحر الحبشة وبحر فارس والفرات أحاطت بها، ونسبت إلى العرب؛ لأنها أرض العرب ومسكنها ومعدنها.
غريب الحديث للقاسم بن سلام (٢/ ٦٧)، أحكام أهل الذمة (١/ ٣٨١)، كشاف القناع (٣/ ١٣٦).
(٢) تنبيه: محل الخلاف في غير حرم مكة، فأما البقاع التي من الحرم فإنهم يمنعون منها قطعًا. انظر: نهاية المطلب (١٨/ ٦٣) مغني المحتاج (٤/ ٢٤٦).
حدود الحجاز:
(الحجاز) -في اللغة-: الحدُّ الفاصل.
وفي سبب تسميته توجيهان:
الأول: سميت الحجاز حجازا؛ لأنها قد احتُزِمَت واحتجزت بالجبال، أو بالحِرار، أو بهما، فسميت حجازًا، فهو من الاحتجاز؛ بمعنى: شدِّ الوسط بالحُجْزَة، أو بالحجاز.
الثاني: أو لأن جبالها وحرارها قد حجزت بين نجد والسراة، أو بين نجد واليمن، أو بين نجد -وهو ظاهر- وبين إقليم تهامة -وهو غائر-، أو بين الشام والغور، فسميت بذلك حجازًا.
والحجاز حجازان:
حجاز المدينة: وهو ما حجزته الحِرار، والحرار الحاجزة: هي خيط من حجارة سوداء، تمتد من الجنوب إلى الشمال في سلسلة متتابعة، فتتسع أحيانًا، وتضيق أحيانًا في مواضع.
وهي من الجنوب مما يلي مكة إلى المدينة شمالًا فتبوك: حَرَّةُ بني سُليم، فحرة واقم، فحرة ليلى، فحرة شَوْران، فحرة النار، وهي أطولها مسافة.
الحجاز الأسود: وهو ما حجزته الجبال، وهي: سَرَاةُ شَنوءة.
وسلسلة جبال السراة هذه هي أعظم جبال في بلاد العرب.
و(السراة): أعلى الشيء؛ كما يقال لظهر الدابة: السَّرَاة. =

<<  <   >  >>