للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«أن تبعثوا إلى القابلة منها بِرِجْلٍ، وكلوا وأطعموا ولا تكسروا منها عظمًا» (١).

٢. قول عائشة رضي الله عنها: «تقطع جُدُولًا ولا يُكسر لها عظم» (٢).


(١) رواه أبو داود في المراسيل (ص: ٢٧٨)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٥٠٨)، قال ابن حزم في المحلى (٧/ ٥٢٩): "مرسل"، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (١١/ ١٧٣).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ١١٦)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (٣/ ٦٩٢)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٢٦٦)، وتمامه: عن أم كُرْز، وأبي كُرْز، قالا: نذرت امرأة من آل عبد الرحمن بن أبي بكر إن ولدت امرأة عبد الرحمن نحرنا جزورًا، فقالت عائشة - رضي الله عنها -: «لا بل السنة أفضل عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة، تقطع جدولًا، ولا يكسر لها عظم، فيأكل ويطعم ويتصدق، وليكن ذاك يوم السابع، فإن لم يكن ففي أربعة عشر، فإن لم يكن ففي إحدى وعشرين»، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وضعفه ابن حزم في المحلى (٦/ ٢٤٠)، وقال الألباني في إرواء الغليل (٤/ ٣٩٦): "ظاهر الإسناد الصحة، ولكن له عندي علتان:
الأولى: الانقطاع بين عطاء وأم كرز.
والأخرى: الشذوذ والإدراج، فقد ثبت الحديث عن عائشة من طريقين، وليس فيهما قوله: "تقطع جُدُولًا ... ".
فالظاهر أن هذا مدرج من قول عطاء، ويؤيده أن عامر الأحول رواه عن عطاء عن أم كرز قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة". قال: وكان عطاء يقول: تقطع جدولًا ... " دون قوله "ولكن ذاك يوم السابع ... ". أخرجه البيهقي (٩/ ٣٠٢). فقد بين عامر أن هذا القول ليس مرفوعًا في الحديث وإنما هو من كلام عطاء موقوفًا عليه، فدل أنه مدرج في الحديث، والله أعلم". انتهى كلام العلامة الألباني - رحمه الله -
وقال الدارقطني في العلل (١٥/ ٤٠٥): "قال يحيى بن سعيد: أخاف أن يكون عطاء بلغه هذا عن يوسف بن ماهك.
حدثنا ابن مخلد، قال: حدثنا العباس بن محمد، قال: حدثنا أبو سلمة التبوذكي، قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع، عن الحجاج، أن عطاء حدثه، عن يوسف بن ماهك أنه قيل لعائشة لو قد ولدت عائشة إن شاء الله لعققنا عن ولدها جزورًا فقالت: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة".

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ١١٦) بسنده قال: حدثنا عبدة، عن عبد الملك، عن عطاء، عن عائشة، قالت: «يطبخ جُدُولًا، ولا يكسر منها عظم». وهذه الرواية لم يتعرض لها العلامة الألباني - رحمه الله -.
وفي تهذيب التهذيب لابن حجر (٣/ ١٠٣): "وروى الأثرم عن أحمد ما يدل على أنه كان يدلس، فقال في قصة طويلة: ورواية عطاء عن عائشة: لا يحتج بها؛ إلا أن يقول: سمعت"، وانظر: علل الدارقطني (١٥/ ٤٠٥). وقد روى الشيخان في صحيحيهما رواية عطاء عن عائشة بالعنعنة بدون التصريح بالسماع! !
ومما يدل على عدم سماع عطاء من عائشة هذا الحديث أن الراوية عن عائشة (أم كرز) لم يسمع منها عطاء.
قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ: "لم يسمع عطاء من أم كرز شَيْئًا". كما في تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (ص: ٢٢٨). ورواية عطاء عن أم كرز عن عائشة رواها إسحاق بن راهويه في مسنده (٣/ ٦٩٢)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٢٦٦).

<<  <   >  >>