كتاب الاختيارات الفقهية لمحمد بن داود الصيدلاني

المطلب الثاني: العقيقة - المسألة الأولى: كسر عظم العقيقة. - ص: 402

قولها "جُدُولًا": الجُدُول جمع جِدْل، وهو العضو (١).

قال الإمام البيهقي: "ورُوي في ذلك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه من قوله" (٢).

٣. وقالوا: لأنها أول ذبيحة ذبحت عن المولود، فاستحب فيها ذلك تفاؤلًا بالسلامة وطيب العيش (٣).

٤. وذكروا في ذلك وجوهًا في الحكمة منها (٤):

أحدها: إظهار شرف هذا الإطعام وخطره إذا كان يقدم للآكلين ويهدى إلى الجيران ويطعم للمساكين، فاستحب أن يكون قطعًا كل قطعة تامة في نفسها؛ لم يكسر من عظامها شيء، ولا نقص العضو منها شيئًا، ولا ريب أن هذا أجلّ موقعًا وأدخل في باب الجود من القطع الصغار.

المعنى الثاني: أن الهدية إذا شرفت وخرجت عن حد الحقارة وقعت موقعًا حسنًا

---

(١) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٢٤٨).
(٢) السنن الكبرى للبيهقي (٩/ ٣٠٢).
(٣) انظر: الحاوي الكبير (١٥/ ١٢٩)، المغني (٩/ ٤٦٣)، تحفة المودود بأحكام المولود (ص: ٨٠).
(٤) انظر: تحفة المودود (ص: ٧٩ - ٨٠).