للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآفاق عامة، فيصبح سعة الله عليهم أشبه ما تكون بالصفة الكاشفة (١)، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص الحال والسبب (٢).

ومن السنة والأثر:

١. عن سلامة بنت معقل (٣) قالت: قدم بي عمي في الجاهلية، فباعني من الحباب بن عمرو (٤)

أخي أبي اليسر بن عمرو (٥)، فولدت له عبد الرحمن بن الحباب (٦)، ثم هلك،


(١) صفة كاشفة يعني: لبيان الواقع، تكشف الموصوف فقط؛ وليست للاحتراز. كقوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة البقرة: ٢٢. وقوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} سورة المؤمنون: ١١٧، فقوله: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، {لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} حال وصفة كاشفة. والمقصود منها تشديد النهي، أو تشنيع المنهي عنه؛ قال ابن عاشور في الجملتين في الآيتين: "لأن النهي عن القبيح في حال معرفة المنهي أنه قبيح يكون أشد، ولأن القبيح في حال علم فاعله بقبحه يكون أشنع". انظر: التحرير والتنوير (٩/ ٣٢٤).
(٢) انظر: القواعد والفوائد الأصولية لابن اللحام (ص: ٣١٨)، أضواء البيان (٢/ ٣٥٩)، مذكرة في أصول الفقه (ص: ٢٥٠ - ٢٥٢).
(٣) هي سلامة بنت معقل الخزاعية بالولاء، وقيل القيسية، وقيل إنها أنصارية. امرأة من خارجة قيس غيلان، ليس لها إلا هذا الحديث.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: "وفي تاريخ البخاري نقل الخلاف في ضبط والدها، هو بالعين المهملة والقاف، أو بالمعجمة والفاء الثقيلة؟ ذكره يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق بالغين المعجمة، وعن محمد بن سلمة ويونس بن بكير بالعين المهملة".
انظر: الاستيعاب (٤/ ١٨٦١)، الإصابة (٨/ ١٨٢)، تقريب التهذيب (ص: ٧٤٨).
(٤) الحباب بن عمرو الأنصاري، أخو أبي اليسر، ووالد عبد الرحمن مات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.

انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (٢/ ٨).
(٥) كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد الأنصاري السلمي.
من بني سلمة، أبو اليسر، وهو مشهور بكنيته. شهد العقبة ثم بدرًا، وهو ابن عشرين سنة. ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين، انظر: الاستيعاب (٣/ ١٣٢٢)
(٦) هو عبد الرحمن بن الحباب السَّلمي بفتح المهملة، المدني ابن أخي أبي اليسر. تقريب التهذيب (ص: ٣٣٨).

<<  <   >  >>