للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسكوت عن قول الحق لا يعني: جواز قول الباطل، أو المداهنة فيه.

والقاعدة في ذلك: إذا كنت لا تستطيع قول الحق فلا تقل الباطل.

والتورية شعبة من شعب المداراة.

وهي: أن يقال كلام حق يقصد به شيء، ويفهم منه شيء آخر، ولا يتعارض ظاهر الكلام مع مقصوده. (١) ويُشترط أن لا يُفهم من التورية باطلٌ، وإنما كلام يقال، لا يجلب مفسدة، بل يدفع مضرة.

الخامسة: الإجابة بصورة مجملة أو مشروطة، كمن يسأل: إذا أمرنا السلطان بأمر هل نطيعه؟ فيقول: إن أمرك السلطان بشرع وعدل فأطع، وإن أمرك بمعصية وظلم فلا تطع.

السادسة: الإعراض والسكوت قال تعالى: وإذا خاطبكم وقال - صلى الله عليه وسلم - ((رحم الله إمرأً قال خيراً أو سكت))

أمثلة من أجوبة النبي - صلى الله عليه وسلم - الحكيمة، وتصرفاته الحسنة.

لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوةً عظيمة، في حسن التصرف، وحكمة الجواب، فكل أجوبته حكيمة، وكل تصرفاته عظيمة، فمن ذلك:

أن أعرابياً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((متى الساعة يا رسول الله؟ قال: "ما أعددتَ لها؟ "، قال: ما أعددتُ لها من كثير صلاة، ولا صوم، ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال: "أنت مع من أحببت")) (٢).


(١) انظر مختار الصحاح (١/ ١٧٨)، والتعريفات للجرجاني ص ٧١.
(٢) البخاري (٣٦٨٨، ٦١٦٧، ٦١٧١، ٧١٥٣)، ومسلم (٢٦٣٩).

<<  <   >  >>